Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

استعمار سعودي للعراق!!

A A
كلّ المؤشّرات تدلّ على اختلاف رئيس الوزراء العراقي الحالي مصطفى الكاظمي عن سابقيه، فهو وطني بإخلاص وعروبي، ويميل للتقارب مع الدول العربية، خصوصًا المملكة، ويهتمّ بـ«المصالح» المشتركة بين البلدين، لا «المطالح» التي وطّنتها إيران في العراق، وجعلت عاليه سافله بميليشياتها المُسلّحة وطائفيتها البغيضة، وقد سايرها في ذلك بعض الرؤساء السابقين، لا سيّما نوري المالكي الذي هو إيراني أكثر من المعمّمين الإيرانيين أنفسهم!.

وفي لقاء للكاظمي مع وسائل الإعلام تحدّث عن التنسيق الاقتصادي الحالي بين المملكة والعراق، وقال أنّ هناك استثمار سعودي كبير قادم للعراق، وأنّه لمصلحة العراق ومواطنيه العاطل كثيرٌ منهم عن العمل، رغم ما يتمتّع به العراق من ثروات طبيعية كبيرة وموارد بشرية هائلة.

وفي هذا الوقت الذي ينطق فيه رئيس الوزراء بالحقّ، نرى بعض العراقيين المتأرْنِنِين يصفون التنسيق بأنّه استعمار سعودي للعراق، وهدفهم من هذا الوصف الكاذب هو تخريب التنسيق، ونسفه من جذوره، وإخلاء العراق لوجه إيران القبيح، وليتها تستثمر هي فيه اقتصاديًا كما تفعل المملكة، بل تريده فقيرًا في حاجةٍ أبديةٍ لها، ولا يستهلك إلّا منتجاتها، وتريد البطالة لشبابه، وتعطيهم فُتات المال فقط إذا انضمّوا لميلشياتها الإرهابية الحاقدة على المملكة، وهي القوّة الاستعمارية الحقيقية في المنطقة، وهي المُصدِّرة للخراب ولا شيء سوى الخراب، ولننظر إلى كلّ عاصمة عربية صار لها نفوذ فيه، هل تحسّن مستوى الحياة فيها؟ أم تدهورت المعيشة فيها لدرجة لا تُطاق؟ لقد تفجّرت بيروت، وافتقرت دمشق، وجاعت ومرضت صنعاء، وضاع أهل بغداد، وهكذا لأيّ عاصمة تتواجد فيها إيران، واستثمار إيران في العراق هو الجحيم بعينه، واستعمار المملكة للعراق هو النعيم الاقتصادي، وليت في هؤلاء العراقيين المُتأرنِنِين رجال رشيدون يستشرفون مكامن الخير، ويدركون أنّ إيران في واد والرخاء الاقتصادي في واد آخر، ولا يغترّون بالكلمات والشعارات التحريضية، فالمجنون قبل العاقل يعلم موقع إيران من الشرّ وموقع المملكة من الخير، ويا أمان العراق من فتن إيران!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store