Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

التعليم وقت الأزمات

أمل وعمل

A A
منذ مطلع العام الحالي والعالم أجمع يشهد ظروفًا استثنائية غير مسبوقة في كافة المجالات، فجائحة فيروس كورونا المستجد لم تترك مجالاً إلا وأثرت عليه ونالت منه ومن أبرز تلك المجالات المجال التعليمي إذ لم يعد بالإمكان مواصلة العملية التعليمية بصورتها الطبيعية في معظم دول العالم مما ساهم في البحث عن حلول بديلة للحيلولة دون توقف العملية التعليمية.

فرضت جائحة كورونا تحديات ضخمة أمام العديد من أنظمة التعليم في معظم دول العالم مما ساهم في ظهور (التعليم الطارىء) والذي يكون عن بعد ويختلف عن طرق التعليم التقليدية كبديل مؤقت وسريع يساهم في استمرار العملية التعليمية في ظل الظروف الراهنة كما يساهم في تواصل المعلم مع الطالب ولا يهدف هذا التعليم الطارىء في ظل هذه الظروف لتأسيس نظام تعليمي إلكتروني متكامل كبديل عن النظام التقليدي بل هو نظام مؤقت يتم الاستفادة منه إلى حين عودة الظروف إلى طبيعتها وانتهاء الجائحة.

تم تطبيق التعليم الطارىء في معظم دول العالم فانطلق في فبراير الماضي من الصين عبر مقاطع الفيديو، أما في أمريكا فقد كشف التعليم الطارىء عن وجود فجوات رقمية حقيقية يعيشها المجتمع الأمريكي خصوصًا بالنسبة للاشتراك في شبكة الإنترنت أو وجود حاسب شخصي لدى الطلاب وتكرر الأمر نفسه في إيطاليا لعدم وجود بنية تحتية رقمية كافية وقلة خبرة المعلمين للتعامل مع شبكة الإنترنت خصوصًا وأن أعمار 60%منهم تجاوز الخمسين عامًا أما مصر فقد لجأت للمكتبة الإلكترونية والتي تضم جميع المناهج الدراسية وفي الأردن تم اعتماد عدد من المنصات الرقمية لتقديم الدروس التعليمية لاستكمال المناهج الدراسية.

معالي وزير التعليم بالمملكة أكد خلال الإحاطة التعليمية والتي قدمها ضمن قمة دول مجموعة العشرين بعنوان «استمرارية التعليم في أوقات الأزمات» أن النظم التعليمية في جميع أنحاء العالم لم تكن مستعدة لهذه الأزمة، كما أشار بأن (التعليم عن بعد) ليس جديدًا على المملكة فقد تم استخدام الدوائر التلفزيونية المغلقة في التعليم الجامعي قبل أكثر من 40 عامًا، وعند إغلاق مقرات المدارس في جميع أنحاء المملكة بسبب الجائحة تم استكمال العملية التعليمية في صباح اليوم التالي على شبكة الإنترنت لجميع الفصول الدراسية كما قامت الوزارة ببث 12 قناة تلفزيونية تعليمية بصورة متوازية مع تقدم سير المنهج حتى بلغت في هذا الفصل 24 قناة تعليمية.

التحديات التي واجهت الأنظمة التعليمية بفعل جائحة كورونا ساهمت في تقديم فرصٍ جديدة منها جعل التعليم عن بعد خيارًا إستراتيجيًا وتحفيز الأسرة للمشاركة في المسيرة التعليمية، كما جعلت التعليم متاحًا على مدار الساعة مما سيساهم في تسريع الحركة التعليمية وعدم الحاجة للبقاء 12 عامًا على مقاعد الدراسة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store