Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

قسم للأراجوزات في كليات الإعلام!

إضاءة

A A
في تقرير مثير وجميل نشرته «الشرق الأوسط» بمناسبة الذكرى السنوية لوضع دُمية الأراجوز على قوائم الصون العاجل باليونيسكو، وتنظيم مهرجان الأراجوز المصري، في دورته الثانية، الذي تقيمه فرقة «ومضة»، يقول الدكتور نبيل بهجت رئيس قسم المسرح بجامعة حلوان ومؤسس الفرقة، إنهم يحاولون إحياء قيمة النموذج الملهم، لكيلا نعيش في (النِمَر) التقليدية نفسها للأراجوز!. والحق أن معطيات العصر مليئة بنماذج جديدة وموحية كان يمكن أن تحتل الصدارة طوال المهرجان بل طوال العام والأعوام!.

وقد لا يحتاج الدكتور بهجت والذين معه، إلى إبداع نصوص جديدة للأراجوز تجعله أكثر مواكبة للواقع، وبطرق عصرية، قادرة على لفت انتباه الأجيال الحالية والمقبلة، كما ورد في التقرير، ذلك أن النصوص موجودة بكثرة، وتتردد يومياً على الشاشات!.

لن يبذل رئيس قسم المسرح جهداً يذكر في العثور على (أراجوز السوشيال ميديا) الذي يعرض لأثر التواصل الاجتماعي على حياتنا، و(أراجوز التيك أواي)، الذي يتطرق لخطر الحياة الاستهلاكية على الصحة العامة!، موجودون بكثرة يا دكتور!.

لقد تكاثر عدد «الأراجوزات» حولنا في القنوات وفي الصحف والمجلات، بل وفي الحياة العامة وعلى جميع الأصعدة السياسية والثقافية والفنية والرياضية. افتح أي موقع أو قناة في أي وقت وتابع أداء الأراجوزات المقدمين والأراجوزات الضيوف والأراجوزات النقاد، والأراجوزات المحللين!، الفرق الوحيد بينهم وبين أراجوزات الدكتور بهجت وفرقة «ومضة» هو تلك «الدمية» التي توضع على الرأس والتي كانت تُصنع قديماً من الخشب الخفيف والقماش، وهذه مسألة شكلية سهلة، طالما كان الأداء يتضمن نفس الحركات والشقلباظات بل والأصوات أحياناً.. أعرف مذيعين ومذيعات وتعرفونهم بالتأكيد لا يختلفون كثيراً عن أصوات محمود شكوكو وغيره من رواد مسرح الأراجوزات!

ومن الفروق أيضاً أن اراجوزات شكوكو وسيد مكاوي، ومصطفى عثمان، تلك المستوحاة من أشعار فؤاد حداد والأبنودي وفؤاد قاعود وصلاح جاهين، كانت تخجل من كثرة الشقلبة، وتميل برؤوسها خجلاً نحو الأرض، فيما لا تخجل أراجوزات العصر من أي تغير ومن أي كلام تردده في الصباح، وتقول غيره في المساء!.

لقد واصل الأراجوز طوال مسيرته على مسارح العرائس في مصر، دوره البسيط والنبيل في معالجة الأمور الحياتية اليومية التي تواجه البسطاء، بشكل فكاهي ساخر، فيما يواصل أراجوزات العصر دورهم في إزعاج المشاهدين وخداع بعضهم بحركات زائفة ومؤسفة!.

الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان الآن، هي أن عدد الأراجوزات في الإعلام العربي آخذ في الازدياد، بما يستحق المطالبة بإنشاء قسم للأراجوزات في كليات الإعلام!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store