Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

(أبطال التوحيد) وذاكرة الوطن.. «بخروش أنموذجاً»...!!

A A
.. كتب الأستاذ سعد الصويان مقالاً جميلاً تحت عنوان «حان الوقت لنصب مجسمات

أبطال التوحيد في الساحات العامة»، تحدث فيه عن هذا الكيان الشامخ (إنساناً ومكاناً) وأدوار أبطال من أبنائه في ملحمة التوحيد، وطالب بأن يكون لهؤلاء الأبطال

الذين قدموا التضحيات في معارك التوحيد، أن يكون لهم مجسمات شاخصة

ونصبٌ تذكارية في الساحات والميادين العامة في جميع أنحاء المملكة، وذلك في سياق تخليد بطولات هؤلاء كرموز ضحت من أجل الوطن (تكويناً وتوحيداً)، وترسيخ أسمائهم وتضحياتهم في الذاكرة الجمعية التي يتشكل منها وعي الأجيال..

*****

.. والجميل أن أبطال التكوين والتوحيد

يمثلون قبائل من مختلف مناطق المملكة،

وهو ما يعني التعددية والُّلحمة في بناء وترسيخ مفهوم الدولة..

*****

.. و أذهب إلى ماذهب إليه الأستاذ الصويان من ربط الأجيال بإرثها التاريخي

بما يزيد من تعزيز قيم الولاء والانتماء في نفوس شباب الوطن. وهذه قضية مهمة جداً.

وأجزم أن الكثير من أسماء أولئك الأبطال

قد لا يعرفها الكثير من الشباب بسبب البعد الثقافي والإعلامي والتعليمي عنها...!!

*****

.. ولذلك فمن الأهمية بمكان الإشادة والإشارة إلى هذا التوجه المبارك للدولة في إبراز تاريخ هذا الكيان الشامخ بكل وضوحه ومراحله وشخوصه وإنجازاته.

وعلى اثر هذا التوجه والتوجيه قامت دارة الملك عبدالعزيز مشكورة بعمل محتوى تاريخي جميل تم تضمينه مناهجنا التعليمية..

*****

.. من ضمن الأسماء التي تضمنتها

المناهج التعليمية أخيراً وأوردها الصويان

في عيّنته العشوائية: بخروش بن علاس الزهراني، من منطقة الباحة.

هذا البطل يعد أحد أبرز قادة الدولة السعودية الأولى، خاض معارك عنيفة وشرسة جداً في القنفذة وجبال السروات ضد العثمانيين، وانتصر عليهم انتصارات ملحمية، حتى إن السلطان العثماني أمر بقطع رأسه وإرساله إليه في اسطنبول وذلك تعبيراً عن شدة ماسبّبه لهم من انكسارات.

وصفوه بنمر العرب، وقال عنه المؤرخ الإيطالي (جيوفاني فيناتي): «لم يشهد العرب أشجع من بخروش في زمانه» .

وقال عنه (موريس تايزيه): «بخروش واحد من أشهر محاربي الجزيرة العربية

وفرسانها المعدودين».

وبرر القائد (سيوم أغلو) هزيمته في معركة القنفذة: «كان بخروش على رأس جيشهم».

وقال عنه غيرهم الكثير..

*****

.. هذا البطل بكل هذا الإرث التاريخي، لو سألت عنه الكثير من الشباب في منطقته الباحة قد لا يعرفه، بل لا يعرف حتى الاسم.

من أجل ذلك كتبتُ مقالاً العام الماضي عن بخروش بذات الدافع الذي يتحدث عنه الأستاذ الصويان، وطالبتُ بضرورة تسمية شارع باسمه، وأن تقوم (السياحة) ليس بمجرد تسجيل قلاعه الأثرية، وإنما ترميمها لتكون معلماً سياحياً في المنطقة، وأن تجعله (الجامعة) ضمن مشاريعها البحثية، و(التعليم) ضمن نشاطاته العملية، لاسيما أنهم على مقربة منه.

هذا الصوت أوصلته للمسؤولين المعنيين وقد وعدوا خيراً، ولا أدري بعد ذلك.

وأتمنى أن يكون هذا الأمر تحت أنظار الأمير حسام، الرجل الذي يولي الباحة جل اهتمامه في كل جوانبها المختلفة..

*****

.. وكان مشكوراً نادي الباحة الأدبي، قد

نظم العام الماضي ندوة عن بخروش في ساحات قلاعه، وشكّل المكان بعداً بانورامياً رائعاً في المشهد الثقافي.

وللحق أذهلتني تلك القلاع بضخامتها وتصاميمها الحربية التي تنم عن حنكة قائد كبير، وتساءلت: أين السياحة منها وعنها...؟!.

*****

.. أخيراً.. رموزنا التاريخية تستحق أن تكون حاضرة كثقافة في الذهنية الجمعية من خلال روافد متعددة تكرسها وتعززها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store