Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الأهمّ من اغتيال زادة!!

A A
ليست معرفة الدولة التي اغتالت العالِم النووي الإيراني محسن فخري زادة هي المهمّ الآن، سواءً كانت دولة إسرائيل التي أشار رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لاسم زادة قبل حوالي سنتين في معرض حديثه عن سعي إيران لتصنيع قنبلة نووية، وقال عنه بالحرف الواحد: «تذكّروا هذا الاسم جيّدًا»، ولا يُعلَمْ إن كان هذا تهديداً أو حديث سياسة في الليل يمحوه النهار!.

وقد تكون إيران أصلاً هي الدولة المُنفِّذة للاغتيال، والتضحية بزادة بعد أن استهلكته، فضلاً عن التغطية والتمويه على العلماء الإيرانيين الآخرين وغير الإيرانيين الموجودين لديها، بهدف تقمّص دور الضحيّة البريئة والمغلوبة على أمرها، ثمّ تسريع عملية التصنيع تزامناً مع قُرْب تسلّم جو بايدن لمقاليد السُلْطة في البيت الأبيض، وموقفه الأهون نسبياً من موقف دونالد ترمب فيما يخصّ الاتفاق النووي معها، ثمّ فرْض واقع جديد وخطير في المنطقة، هو الأخطر على أمننا الإقليمي والعالمي!.

والأهمّ الآن هو منع القُوى العالمية المؤثِّرة لإيران من امتلاك سلاح الدمار الشامل، مثلما فعلت مع عراق صدّام حسين وهو أصلاً لا يمتلك سلاح الدمار الشامل، وإلّا أثبتت هذه القُوى للمرّة «التسعطعشر» أنّها شديدة ضدّ الدول العربية ومُتراخية مع غيرها، ممّا لا يمكن وصفه إلّا بالنفاق وازدواجيّة المعايير!.

وإيران قد أرهبت المنطقة بصواريخها التقليدية ذات الرؤوس الحاملة للقنابل العادية، فما بالها وقد استبدلت حِمْل الرؤوس بالقنابل النووية؟! وهي لا تُعتبر نفسها عدوّاً لأوروبّا ولا لأمريكا، وأبناء كبار مسئوليها ومعمّميها يدرسون ويعملون بعد تخرّجهم في أوروبّا وأمريكا، ويستمتعون بالعيش فيهما، ولا تجرؤ على مهاجمة إسرائيل تفادياً لمواجهة أمريكا وأوروبّا الداعمتيْن لإسرائيل، لكنّها ستُهدّد الدول الخليجية والعربية التي هي هدفها الأول والأخير، وأجندتها هي امتلاك سلاح رادع يُمكّنها من فرض نفوذها وتمديد توسّعها، واستعادة إمبراطوريتها الفارسية الغابرة، الأمر الذي يستلزم تحرّكاً عربياً وإسلامياً كبيراً وفعّالاً، قد تقوده المملكة المؤتمنة على الحرمين الشريفين، فالخطر كلّ الخطر من إيران النووية كما العادية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store