Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

فخري زاده.. قتلوه وبكوا عليه!!

A A
الطائرة التي أقلّت الخُميني من باريس إلى طهران في ١٩٧٩م كان فيها مُرتضى مُطهّري، حسن لاهوتي أشكوري، صادق قُطب زاده، داريوش فورهر، هُم رِفاق الخميني وأبرز الأذرع الدينية والفكرية والسياسية التي ساعدته ليصل إلى الحكم..

جميعهم تم اغتيالهم أو إعدامهم لاحقاً، حتى أُسرة الخُميني تم إبعادها عن المشهد، الاغتيالات ليست جديدة على نظام هو أشبه بدولة الحشّاشين، النظام الإيراني يعتمد سياسة تبديل الوجوه، لا شخص ثابت سوى المُرشد، حتى أسرته يتم إبعادها عن المشهد، ليبقى وحيداً تُديره أذرع هي خفافيش ظلام مجهولة..

بعد التوسع الإيراني في المنطقة بسبب ما حدث من فوضى في ٢٠٠٣ و٢٠١١ والتي تُعتبر مكاسب تاريخية لنظام طهران، كان لزاماً عليهم تغيير الخطة، خاصة أن الرئيس ترمب يتحفز لضرب إيران، فما كان منهم إلاّ التضحية بمُحسن فخري زاده، الرجل الخفي والذي تم تضخيم دوره إعلامياً..

برنامج إيران النووي تم اطلاقه في عهد الشاه في منتصف الخمسينيات الميلادية، أي قبل ولادة فخري زاده، وعملية التطوير والبحث مُستمرة ولم تتوقف منذُ تلك الفترة، وحتى لو سلّمنا بأن فخري زاده هو أهم شخصية في برنامج إيران النووي هل من المنطق أن يتواجد في شارع فسيح في ضاحية تُعتبر من أقل ضواحي طهران سُكاناً وازدحاماً مرورياً وحراسته سيارة واحدة فقط ؟!

والعملية متنوعة بين سيارة مُفخخة واطلاق نار من قِبل أشخاص مجهولين!!

الحقيقة أن اغتيال زاده بداية انكفاء إيراني تجهيزاً لمرحلة الرئيس المُنتخب بايدن، وإيقاف لفكرة قد تراود الرئيس ترمب بقصف إيران..

أخيراً..

من قرأ عن إيران منذُ العهد الساساني والصفوي مروراً بالبهلوية وصولاً لحكم الملالي يعرف جيّداً أن الفكر واحد، وأن الاغتيال هو أبرز أدوات التفاوض لديهم، والتضحية بالرِفاق جزء من التكتيك السياسي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store