Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

نجح الوطن بأَبطاله... فيما توارى أولئك!!

ضمير متكلم

A A
* حضور (الممثلين والمطربين من الجِنسَين) للمهرجانات الفنية يبدو أمراً منطقياً، باعتبار التخصص، ولكن أن يكونوا وحدهم ودون غيرهم، هم المَدعوون والمستقطبون دائماً لكافة المؤتمرات والملتقيات والمعارض والبرامج والنشاطات المختلفة سواء كانت وطنية أو سياحية أو حتى ثقافية ورياضية فهو الأمر الغريب والعجيب!!

* لأن معظم تلك الفئة لا تملك من المخزون المعرفي والثقافي ما يؤهلها لتقديم أبسط الإضافات لمثل تلك الفعاليات، ولأن بعضهم (مع التقدير جداً للمحترمين منهم) تحيط بحياتهم الشخصية المعلنة صفحات وحكايات سلبية قد تخالف قيم المجتمع وأخلاقياته، وهو ما قد ينتقل بالتبعية لشباب أصبح لا يرى في أغلب مناسبات وطنه، وعلى منصات إعلامه إلا أولئك؛ فهم بالنسبة له نجوم لامعة، ورموز حاضرة، بهم يَقتدي، ومِثْل حياتهم حلمه الأبدي!

* التركيز على (أهل التمثيل والطرب) في حضور الفعاليات، وفي الترويج لها، والتكريس عليهم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أصبحت ظاهرة خلال العشر سنوات الماضية في (أرض الكنانة مصر)، ربما اعتقاداً من المنظمين ومسؤولي وسائل الإعلام بأن أولئك هم الأكثر متابعة من المصريين، والأقدر على التأثير فيهم، حتى وصل الأمر إلى ما هو خارج حدود العقل والمنطق البشري؛ عندما اختارت إحدى الجهات (رَاقِصَة) لتكون هي الأم المثالية على مستوى الجمهورية المصرية!

* وما ألحظه جيداً أن (المجتمع المصري الطيب) استطاع أخيراً مقاومة ذلك الطوفان، لاسيما بعد أن أماطت مواقع التواصل الحديثة، اللثام عن حقيقة طائفة من الفنانين والفنانات، وأنهم مجرد صفحات خاوية تمّ تلميعها وتلوينها، بينما هي لا تحمل أية قيمة إنسانية، ولعل أقرب الأمثلة (الممثل محمد رمضان) الذي سقط من عيون المعجبين به، قبل أن يسقط على ظهره أمام العالم أجمع!

* وفي هذا الإطار ما أرجوه أن نستفيد من التجربة المصرية، بحيث يتذكر القائمون عندنا على مختلف البرامج والفعاليات (وهم مَن نثق بهم) أن الأغاني والمشاهد التمثيلية، مجرد ترفيه لبعض الوقت، وأن أغلب مَن يقومون بها، إمكاناتهم وقدراتهم لا تتجاوز عذوبة أصواتهم، ومحاكاتهم لقصص كتبها غيرهم؛ أما مَن يصنعون تنمية وطنهم وحضارته، والذين تعتمد عليهم تحقيق رؤيته الطموحة، فهم حُمَاة تُرابه وحدوده، وعلماؤه ومثقفوه، ومربو ومعلمو ناشئته، وشبابه المبدعون في كل الميادين.

* أخيراً نجاح بلادنا الغالية في تجاوز «أزمة كورونا» بكل تبعاتها، وتميزها في قيادة مجموعة العشرين G20، وتنظيم قمتين لزعمائها، إنما تحقق بفضل الله تعالى، ثم بتوجيه ودعم قيادتنا الحكيمة، ثم بعطاء وإخلاص أبطال الأمن والصحة والتعليم، والمبدعون من أبناء الوطن، فيما توارى معظم الممثلين والمطربين؛ وتفرغوا لنقل مهاراتهم في الطبخ من خلال مواقع التواصل؛ فهلا استوعبنا الدرس، هذا ما أرجوه!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store