Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

إنعاش الاتفاق النووي مع إيران!!

A A
كما كان مُتوقّعاً، كشف الرئيس الأمريكي المُنتخب جو بايدن أنّه ينوي إطلاق مفاوضات جديدة مع إيران بالتشاور مع حلفاء واشنطن، ولكن فقط بعد عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي الإيراني، نقطة في نهاية السطر مع ثلاث علامات تعجّب!!!.

ولنضع جميعاً ١٠ خطوط سوداء، مثل لون عمائم ساسة إيران، تحت هذه الـ «لكن»، لأنّ فيها إنعاشاً قلبياً لسياسة باراك أوباما بالتفاهم الجميل مع إيران حتّى حول التقنية النووية التي من خلالها وحدها تقدر إيران على امتلاك القنبلة النووية!.

وهذا فيما لو حصل، لا قدّر الله، يُعدّ أكبر خطر تواجهه المنطقة الخليجية والعربية على مرّ العصور، ومن يزعم غير ذلك فهو جاهل بنواميس التاريخ والجغرافيا والأفلاك والأكوان!.

هو صحيح أنّ بايدن، وحسب حديثه مع صحيفة نيويورك تايمز يرغب في توسيع المفاوضات لتشمل الدول التي وقّعت اتفاق ٢٠١٥م، وهي أمريكا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا إضافةً لإيران، مع ترشيح السعودية والإمارات، لكنّه أقرّ أنّه في حال حيازة إيران للقنبلة النووية سيكون هناك سباق على التسلّح النووي في الشرق الأوسط، وهو آخر شيء يحتاج إليه هذا الجزء من العالم، وهذا الإقرار يُثبت أنّ هدف إيران من تطوير التقنية النووية هو القنبلة النووية ولا شيء غير القنبلة النووية!.

والمتابع للأمور يعجب من رؤية بايدن، فهو وبما تملكه أمريكا من معلومات استخباراتية قوية ومتغلغلة في أطراف الأرض يعي أنّ خلاف نظام إيران الحاكم مع الدول العربية المجاورة ليس سياسياً يمكن التفاهم بخصوصه، وليس اقتصادياً يمكن حلّه، بل هو عقائدي وإرث طويل من الأحقاد قد حملته طائفة من الفُرس تجاه العرب، وجعلته صراعاً وجودياً بدرجة امتياز، ولو كان بايدن مُنصِفاً لعلم بصفته رئيس أقوى دولة في العالم وتنادي بالسلام والحرية وحقوق الإنسان أنّ حرمان إيران من أي اتّفاق قد ينتهي بامتلاكها للقنبلة النووية، وأنّ إخلاء الشرق الأوسط القابل للاشتعال في أيّ لحظة من السلاح النووي بما في ذلك دولة إسرائيل، هما السبيل الوحيد والضمان لأمن هذه المنطقة وتنميتها ورخائها، والأيام القادمة حُبْلى بالمفاجآت، عساها تكون خيراً لنا رغم أنوف المتآمرين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store