المرجان المضيء والرخام البحري يجتذبان سياح فرسان

القليل من السكان سيحالفهم الحظ لمشاهدة مناظر ساحرة في بعض المواقع قد لا يشاهدونها إلا في الأحلام أو الأفلام.

وقادنا الحظ هذه المرة لمشاهدة ظاهرتين في إحدى جزر فرسان الآسرة خلال اليومين الماضيين أثناء تغطية «المدينة» لبعض التقارير عن جزر فرسان ما آثار دهشتنا: وبرغم أن معظم الأهالي في جزر فرسان والصيادين يعتبرونها كمشاهد شبه يومية لقربهم منها ومعايشتهم لها ويشاهدونها باستمرار، إلا أن هذه الظواهر التي ظهرت بكثرة تجتذب الكثير ممن يحبون الاستطلاع.

ظاهرة الشلا «المرجان المضيء»

تعتبر ظاهرة المرجان المضيء الذي تشع منه أضواء خافتة في ظاهرة تسلب اللب وتحير التفكير خاصة وأنها لا تظهر إلا في المواقع الاستوائية كجزر المالديف وفلوريدا فيما الرخام البحري التي تميزت بها جزر فرسان كغيرها من جزر العالم، إلا أن مشاهدتها ولأول مرة ستشعر المشاهد وكأنه في حلم بسبب منظرها الخلاب وطبيعتها المبهرة.

وبحسب عالم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي في حديث سابق: أن جزر فرسان مليئة بالظواهر العجيبة والغريبة وهناك ظاهرة ظهرت في جيزان قبل عشر سنوات بشكل يشاهد بوضوح، مبينا أن ظاهرة الإضاءة في البحر متواجدة في المناطق الاستوائية ومنطقة جازان تعتبر منطقة شبه استوائية وظهرت فيها الظاهرة وهي عبارة عن نوع يسمى بكتيريا الأسماك أضاءت البحر وسميت بالمد الأحمر يغير لون البحر بسبب الإضاءة.

ويصف الصياد أبو حسن ظاهرة الشلا أو «المرجان المضيء» كما يطلق عليه البعض أن هذه الظاهرة موجودة منذ الأزل ولونها أزرق سماوي فاتح مضيء يشبه النيون وفي بعض السنوات يظهر في مساحات كبيرة وواضحة للعيان وأن أكثر ما يشاهد أثناء عملية المد والجزر في الشواطئ وأثناء قفز الأسماك من الماء بشرط أن يكون الموقع مظلما جدا لا يوجد به قمر أو إنارة، مشيرا إلى أنه في إحدى السنوات اتجه هو وإخوته الثلاثة للصيد جنوب فرسان وتفاجأوا بوجود بقعة دائرية كبيرة وعند الاقتراب اتضح أنها «مبيتة» أسماك كبيرة مواقع نومها وحين نزولهم لمد شباكهم كانوا يشاهدون الأسماك الكبيرة من تحت أرجلهم ويعرفونها عندما تضيء وقت مرورها.

«الرخام البحري»

يقول أبو عمار المرشد السياحي بجزر فرسان: في العادة تقوم النساء بجمع الرخام وهو نوع من أنواع القواقع والرخويات وحجمه بحجم حبة الأرز ويمتاز بلونه الأبيض الناصع الجميل ويستخدم عادة في تصميم الأشكال الجمالية من القواقع البحرية وتقوم النساء إلى وقت قريب بجمعه من ساحل البحر باكراً ويعدن لمنازلهن ومعهن كميات كبيرة منها. وعندما ينحسر البحر عن المناطق الرملية أثناء عملية الجزر يقمن بوضع طعم وهو عبارة عن سلطعون البحر على الأرض الرملية ثم يغطينه بإحدى القواقع البحرية وعلى رائحة الطُعم النفّاذة التي تسري في البحر تبدأ حبات الرخام في الخروج من تحت الرمل متجهة إلى الطُعم ويجتمع عليه ثم تبدأ النساء بجمع حبات الرخام ويقمن بتنظيفه في اليوم التالي ثم تجفيفه وبيعه.