Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الكمامة!!

A A
بعد العاملين في القطاع الصحي، والعاملين في القطاع الأمني، الذين هم نجوم لم تأفل ولم يُطمسُ ضوؤها في زمن كورونا الصعيب، تبرز الكمامة كنجم ساطع آخر في مواجهة هذا الوباء الذي شغل العالم بأسره، وما زال يُشغله حتّى يأذن الله عزّ وجلّ برفعه عن البلاد والعباد.

وكلمة الكمامة، وحسب بعض المُختصِّين في اللغة العربية يجب أن تُنطق «كِمَامَة» وليس «كَمّامَة»، لكنّ الأهمّ من ذلك، مع اعتذاري من سيبويه وتلاميذه هو أنّها اختراع عظيم ساهم في تخفيف حِدّة تفشِّي هذا الوباء الخطير.

ويعود إليها الفضل بعد الله في انخفاض نسبة الإصابة بالداء في كثيرٍ من الدول، ومنها المملكة، إثر التزام سُكّانِها بلِبْسِها عند خروجهم من منازلهم، وهي شبيهة بِحُصون القِلاع في قديم الزمان التي كانت تقف عائقًا أمام اقتحام الجيوش الغازية لها والفتك بمن في داخلها من بشر!.

واختلفت الموسوعات التاريخية حول من ومتى اخترع الكمامة، ويُقال إنّهم الصينيون في الأزمنة السحيقة، وقد استخدموها للحماية من التلوّث الجوّي، كما يُقال إنّهم الأوروبيون القُدماء لحماية عُمّالهم من الغازات الخطيرة في أعماق مناجم الفحم، غير أنّ العرب الأقدمين في الصحاري قد ألِفوا تغطية أنوفهم وأفواههم بما يلبسونه على رؤوسهم للوقاية من الغُبار، وما زال بعض الخليجيين يستخدمون الشماغ كبديلٍ فعّالٍ وناجعٍ للكمامة حتّى تاريخه!

ومصداقية الكمامة كوسيلة حماية في زمن الوباء، ذكّرت الكثير من الدول غير الإسلامية بفداحة ما اتّهموا به النساء المُنقّبات بالإرهاب، وأبدت بعضها انزعاجًا من لِبْس النقاب الذي لا يختلف عن الكمامة ولكن لأسباب دينية، ووصل الأمر ببعضها إلى تجريم ارتدائه، ومنها فرنسا التي خاضت حربًا ضروسًا لمنع النقاب في الوقت الذي يظهر فيه نساؤها وهنّ مرتديات ما لا يختلف عن النقاب ولكن لأسباب صحية، والله يدافع عن دينه من حيث لا يحتسب الذين هاجموه زورًا!.

وإن كانت الكمامة وسيلة أمان، فإنّ وسيلة الأمان الكُبرى هي طاعة الله الذي علّم الإنسان كيف يحمي نفسه بقطعة جلد رقيقة أو قماش ممّا ذرأ من الشرور والأخطار، ثمّ كثيرٌ من النّاس يجحدون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store