Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الحزن أو الفرح بالغرامات المرورية؟

A A
كشفت إحصائيات إدارة المرور عن تسجيل ٥٤ مليونًا و٣٨٨ ألفًا و٤٣٦ مخالفة مرورية خلال عام واحد فقط هو ٢٠١٩م، وهو عدد كبير يُثبت أنّ ثقافة مجتمعنا المرورية تقبع في الزلل، وكأيِّن من زلل يدلّ على مكمن الخلل!.

ولو قسمنا عدد المخالفات على عدد سُكّان المملكة من مواطنين ومقيمين وهو يفوق الـ٣٠ مليونًا لوجدنا أنّ نصيب الفرد الواحد هو حوالي المخالفتيْن حتّى لو كان لا يسوق السيّارة مثل الطفل وكبير السِنّ، فيا له من نصيب مهول!.

من ناحية أخرى: لو ضربنا عدد المخالفات في معدّل قيمة الغرامة الذي أعتقد أنّه ١٥٠ ريالا لأنّ معظم المخالفات هي السرعة وعدم ربط حزام الأمان والوقوف الخاطئ، لوجدنا أنّ الدخْل السنوي هو ٨ مليارات ريال كحد أدنى، وهو يُساوي ميزانية بعض الدول الصغيرة، فهل نحزن لضياع هذه المليارات من جيوب المخالفين؟ وكثيرٌ منهم من ذوي الدخل المحدود الذين هم في حاجة للريال فما بالكم بمئات الريالات التي تغادر جيوبهم شبه الخاوية بلا عودة؟ أو هل نفرح بوجود دخْل سنوي يكبر مع السنين ويدعم خزينة الوطن؟ والله سؤال مُحيِّر لي ككاتب يُفترض أن يكتب الحقّ، والجواب الوحيد والمعقول الذي أملكه هو أن نحزن ونفرح في نفس الوقت، نحزن لأنّ المُخالِف تسبّب بنفسه لنفسه في هذه المصيبة بسبب عدم التزامه بقوانين المرور، عساه يلتزم ويُسخّر أمواله لما ينفع حياته، اللهم إلّا إذا كانت الأموال أتت إليه بدون مجهود ولا عرق جبين مصبوب ممّا تذهب بسهولة كما أتت بسهولة، ونفرح لأنّه صار لدينا دخْل يمكن استغلاله في نفس الأمكنة التي حصلت فيها المخالفات، وهي الشوارع، خصوصًا شوارع الأحياء الفرعية، فنُصلحها بقيمة الغرامات ونُرممّها ونُطوّرها ونجعلها نموذجية يُشاد بها على مستوى العالم، بدلًا من وضعها الحالي الذي كثُرت معه عيوبها ولا تليق بوطننا، ولا ترتقي لعظمة دخْل الغرامات، وحتّى لو لم نُجيِّر كلّ الدخْل لأجلها فقد يكفي جزء منه للمُراد المطلوب، فإن لم نفعل فيبدو أنّ الفرح سيُصبح حزنًا أُسْ ٢، أي حزنًا مُضاعفًا، فليت الشوارع تصبح من جُملة المستفيدين من هذا الدخل، وهو حقّها بالمناسبة إذا أردنا الإنصاف والقسطاس المستقيم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store