السعوديون ينقلون تراث «الإبل» من الصياهد إلى جيل الـ«Youtube»

من أهم المحددات التي نجح فيها نادي الإبل، من خلال تنظيمه لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسختيه الرابعة الماضية، والخامسة الحالية، التي بدأت في ديسمبر الجاري، وتستمر لـ44 يومًا، مساهماته الجادَّة في الخروج عن النمط التقليدي، والتعريف بعالم «الإبل» وثقافته الواسعة من منطقة الصياهد الجنوبية (مقر المهرجان)، إلى دهاليز المنصة الرقمية العالمية «اليوتيوب»، وهو هدف إستراتيجي يعمل عليه النادي منذ تأسيسه في العام 2017، وسعيه الدائم إلى تطوير منتجاته الإعلامية عامًا بعد آخر، بما يجذب به الجيل الجديد من الشباب، المكوِّن الديموغرافي الأكبر في المملكة العربية السعودية، المفارقة المهمَّة، أنَّ النادي استطاع إيجاد مساحات لمخاطبة الشباب، ليس على المستوى الوطني فقط، بل حتى على المستويين الإقليمي والدولي، وكان «اليوتيوب» بمثابة الرافعة التي نجح من خلالها في الإرث التاريخي والهوية السعودية «الإبل»، وتعريف هذه الشريحة بالتفاصيل المحورية المترتبة على هذا التراث، أمَّا لماذا اتجه نادي الإبل إلى Youtube تحديدًا دون غيره من المنصات الرقمية المرئية؟ فالإجابة هنا متروكة للإحصاءات الصادرة عن الإدارة الإقليمية لجوجل في منطقة الشرق الأوسط، التي تؤكِّد أنَّ المملكة تُعدُّ من أعلى دول العالم مشاهدة لهذه المنصة، وذلك بمُعدل 90 مليون مشاهدة يومية، وترتفع المشاهدات السنوية بنسبة 80% تقريبًا.

​

«نجائب» يجذب آلاف المشاهدين

«نجائب» هو برنامج يوتيوبي يُقدِّمه محمد الروقي على قناة نادي الإبل الرسمية على اليوتيوب -دُشِّن رسميًّا في الأول من فبراير 2019- منذ النسخة الرابعة لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وتم استكماله خلال النسخة الحالية بشكل أوسع، بحلقة تُبث في الإجازة الأسبوعية، يستند البرنامج على «السرد القصصي» من حيث السياق التاريخي والتراثي، الذي يجمع بين «المعرفة الموثقة» و»البساطة»، وهو ما نجح فيه مقدِّمه المعروف بـ»موحا»، والتي تعني «المُلهم»؛ كونه مهتمًّا بالتاريخ والحضارات القديمة، استطاع برنامج «نجائب» جذب عشرات الآلاف من مشاهدي اليوتيوب؛ وذلك لبساطة اللغة المستخدمة في سرد القصص، واعتماده في كل حلقة على موضوع مُحدَّد، بما يضمن التركيز في تقديم خريطة معلوماتية شاملة، أضف إلى ذلك مواقع التصوير الميدانية في موقع المهرجان الذي يُعدُّ الأضخم على مستوى العالم، ووفقًا لأرقام البرنامج، تراوحت المشاهدات بين أول حلقة عُرضت في السادس من يناير الماضي (2020)، وآخر حلقة تمَّ عرضها على قناة النادي في اليوتيوب، في الحادي عشر من ديسمبر الجاري، ما بين 15 ألف مشاهدة إلى أكثر من 120 ألفًا، وبلغت نسبة الزيادة في المشاهدات ما يقارب الـ700%، أمَّا بالنسبة للتفاعلات الإيجابية الواردة على حلقات البرنامج، فبلغت 97% من المجمل العام، البالغ أكثر من ستة آلاف و700 تعليق تقريبًا، ناقشت حلقات يوتيوب «نجائب» التي تتجاوز مدتها ما بين 9 إلى 15 دقيقة، موضوعات رئيسة، ومن ذلك: «التودية»، وهي اللغة المستخدمة بين الراعي وإبله، ومسميات الإبل عبر التاريخ، وقصص أشهر الإبل في الجزيرة العربية «سراب وعلَّال»، لكن أهم التصورات التي نجح فيها البرنامج تقديمه تفسيرات مبسطة لأهم المصطلحات والتعبيرات التخصّصية المستخدمة بين مُلاك الإبل ورعاتها، والتي لا يعرف الجيل الجديد معاني مسمَّياتها بالشكل المطلوب، مثل «مربد الإبل»، أي «موقف الإبل ومحبسها».