Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

صحّة وطن

A A
كورونا لم تكن مرضاً عابراً، بل جائحة أنهكت الأقوياء ودمرت الضُعفاء، وأسقطت الأقنعة عن إنسانية كان يدّعيها الكثير، اقتصادات تهاوت، ولا شيء كان يوحي بالصمود، رغم هذه الجائحة العالمية تجاوزت المملكة مرحلة الخطر، واستطاعت أن تُسيطر على العجز في الميزانية، من خلال العمل على مسارين، الأول حماية الوظائف والأجور ودعم القطاع الصحّي والقطاع الخاص وتقديم الخدمة الصحية مجاناً للجميع، الثاني تحسين كفاءة الميزانية من خلال قرارات ايقاف التوظيف إلى نهاية العام المالي ورفع ضريبة القيمة المُضافة 15%..

لم تتخل المملكة عن إنسانيتها، وبذات الوقت حافظت على استدامة التنمية باتخاذ قرارات رغم صعوبتها إلاّ أنها كانت عاملاً مُساعداً في حركة التصحيح..

أكثر من 294 مليار ريال حجم الإيرادات غير النفطية في ميزانية 2020، هذا الرقم أثبت أن الجائحة رغم الألم الذي سببته على جميع المستويات إلاّ أنها كانت سبباً مباشراً في قطف ثمار مبادرات التحول الوطني والتي جعلت اقتصاد المملكة يقف قوياً أمام هذه الجائحة..

ولنعرف مدى تأثر الآخرين بنجاح المملكة في تجاوز الأزمة أستذكر كلمات سفير مملكة الدنمارك لدى المملكة السيد أولي مويسبي في لقاءه مع وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والارشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ حيث قال عن تعامل المملكة مع جائحة كورونا: «هو محل تقدير من القيادات العالمية، وأن أوروبا كانت تُعلّم الآخرين ولكنها في كورونا أصبحت تتعلّم من السعودية، وأن الأعداد تتزايد في أوروبا وفي السعودية تم السيطرة على الوباء وجعله في الحدود الدُنيا بفضل التعامل الجيّد مع الجائحة»..

الآن ميزانية 2021 يتم اطلاقها باسم (صحّة وطن)، معها يتعافى الوطن من إدمان النفط كمصدر وحيد للدخل، ومن جائحة أرعبت العالم، بإيرادات بلغت 849 مليار ريال ومصروفات 990 مليار ريال، المملكة تنجح في إيقاف العجز عند حدود 141 مليار ريال وبنهاية العام المالي 2021 سنرى العجز يتحول إلى فائض، جميع المؤشرات تؤكد هذا الأمر..

أخيراً..

لقد نجح السعوديون في العبور نحو الغد، يحدوهم الأمل والطموح والثقة بالله أولاً ثم بقيادة قدّمت رؤية شاملة لمُستقبل وطن يستحق أن يكون أولاً دائماً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store