Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّتي مع الشاي بالحليب!!

A A
حادثتان حصلتا لي، وأزّتا قلمي على الهتْك لحضراتكم بأستارهما، لسببٍ عظيمٍ هو أنّهما جعلتاني أعشق مشروب الشاي بالحليب، ولا أستغني عنه البتّة، وأروِّقُ مزاجي به، وكأنّ هموم قلبي تذوب في «بيالته» الزجاجية أو الورقية!.

الحادثة الأولى كانت عندما كنتُ طفلاً تلميذاً في مدرسة ابن خلدون الابتدائية بمدينة الطائف، وكنتُ أُفْطِر في مقصفها على رُبْع «تميسة» وعليها شرائح من الجبنة الصفراء وقارورة من الميرندا، إلى أن رأيْتُ متعهّد المقصف واسمه «سعيد» يصنع مشروباً لونه بُنّي، فتذوّقْتُه على سبيل التجربة، ومُذّ ذلك الوقت بدأت قصّة العِشْق بيني وبينه، وضَمِنْتُ له هَيَمَاناً به دون غيره من المشروبات الساخنة، كما قال جميلٌ عن بُثيْنة:

ضَمِنْتُ لها ألّا أهِيمَ بغيرِها.. وقد وَثِقَت مِنّي بغيرِ ضمانِ.

أمّا الحادثة الثانية فكانت في كِبَرِي، وفي هونغ كونغ حيث سافرْتُ إليها في سفرة عمل، وهناك يُعتبر شُرْب الشاي بالحليب ثقافة متجذّرة، وهم يشربونه مع الغداء وليس مع الفطور، ولا أعلم فلسفتهم عن ذلك سوى الطريقة غير المُعتادة لإعدادهم له، ممّا تُشبه طريقة إعداد قهوة الكابوتشينو الإيطالية، وهي إضافة رغوة الحليب على الشاي المُركّز مع السكّر، وطاب لي ذلك كثيراً حتّى أنّني إذا ذهبْتُ إلى مقهى داخل المملكة أو خارجها أشترط عليه هذه الطريقة وإلّا «بلاش» منه من أصله، وحصل كثيراً أن رفضتُ شربه وعدم دفع قيمته خصوصاً في مقاهي تركيا المُتخصّصة في الشاي التركي الخالي من الحليب، ومصر التي شرحْتُ الطريقة لنادل بعض مقاهيها فلم يفهمها، وآثَر الراحة والسلامة وشراء المخّ، فجلب لي ماءً ساخناً في كأس وحليباً ساخناً في كأس آخر وكيساً من الشاي لأُعِدّ بنفسي ما أريد، ويا «بخْت» أشقّائنا المصريين بِخفّة الدم!.

ورغم وجود دراسات طبية كثيرة عن التأثير السلبي لشُرب الشاي مع الحليب على الجهاز الهضمي، وأنّه يُفضَّل شُرْبهما بفاصل زمني يستغرق ساعات، إلّا أنّني مستمرّ في قصّة عشقي للشاي بالحليب والإخلاص له، في كلّ مدن ودول العالم، حتّى صِرْتُ مُدمِناً عليه، وهكذا عِشْق وإلّا «بلاش»، ويا أمان العاشقين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store