كورونا تهدئ أم تؤدب زعماء أوروبا داخل تايتنك ماكرون؟!

لا أحد حتى الآن يعرف على وجه التحديد العقوبة التي أنزلها كوفيد 19 بزعماء الاتحاد الأوروبي!، وفيما أقرت الرئاسة الفرنسية بإصابة الرئيس إيمانويل ماكرون بمرض كوفيد-19، وخضوعه للعزل خلال الأيام السبعة المقبلة "لاحظ هنا المصطلحات المستخدمة.. إصابة وخضوع وعزل"، أكدت أنه سيواصل إدارة البلاد عبر التواصل عن بُعد، ومن ثم ألغيت زيارته المقررة إلى لبنان في 22 ديسمبر.

وإذا كان الموقف بالنسبة لوزير الخارجية لودريان الذي شبَّه لبنان بسفينة تايتنك التي تغرق بدون "حتى موسيقى" فإن رئيس الحكومة الفرنسية جان كاستيكس "من قصيره كما يقول المصريون" عزل نفسه باعتباره "مخالطاً" لماكرون، وكذلك وضع رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) ريشار فيران نفسه في العزل بسبب مخالطته الرئيس.

هذا عن موقف تايتنك كورونا هذه الأيام في فرنسا، فماذا عن بقية زعماء الاتحاد الأوروبي الذين خالطوا ماكرون في اجتماعهم الأخير في العاشر والحادي عشر من ديسمبر الجاري "ويا ما جاري في الدنيا يا ما جاري"!!.

الحكومة الأسبانية أعلنت أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز دخل في عزل صحي، بعدما كان قد تناول الغداء مع الرئيس الفرنسي يوم الاثنين الماضي. ومجلس الوزراء البرتغالي أكد أن رئيس الحكومة أنطونيو كوستا دخل "العزل" بعد محادثاته الأربعاء مع ماكرون.

ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خضع للعزل "احترازياً" بعد لقائه ماكرون!، فماذا عن بقية القادة الآخرين الذين يتجاوز عددهم العشرين؟.

من الواضح عندي أن رئيسة الوزراء الألمانية لم تُصب!، ليس لأنها ظهرت طوال الوقت بالكمامة، ولا لأنها سبق أن عزلت نفسها مبكراً وفور إصابة طبيبها بالفيروس، وإنما لأنها ظهرت قبل الاجتماع وبعده وهي تكاد تبكي مناشدة مواطنيها الالتزام بالاجراءات!.

بعيداً عن الخزعبلات لن نقول إن كورونا كان يعاقب بعض القادة الأوروبيين مثل ماكرون الذي أغضب ملايين المسلمين، لكن الشيء المؤكد أن كوفيد 19 يتحدى الكبار قبل الصغار، والأقوياء قبل الضعفاء، وأظن أن الأمر سيستمر بعد تناول لقاح كورونا، لأنهم لم يأخذوا لقاحاً يمنع الافتراء على الضعفاء وعدم الأخذ بأياديهم، واستعراض العضلات بالتسليح الحربي على حساب التسليح الطبي والإنساني، فضلاً عن النهم للتوسع على حساب الشعوب!.