Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

رباعيات كورونا وعجز الإنسان بين التطوير والتحوير!

A A
لا يملك المرء وهو يتابع تحورات كورونا التي أعيت العلماء إلا أن يردد مع صلاح جاهين: «أيا إنسان ما أجهلك.. ما أتفهك في الكون وما أضألك.. شمس وقمر وسدوم وملايين نجوم.. وفاكرها يا موهوم مخلوقة لك»!

الآن ظهر على الساحة حيوان «المنك» باعتباره المتهم الأول في ظهور تحورات الفيروس في بريطانيا وفي الدنمارك وفي أستراليا.. بحثت عن الحيوان المذكور وعلمت أنه حيوان لاحم صغير، تتميز أنواعه الموجودة بأمريكا الشمالية بفروها الثمين، ويتواجد أيضاً في أوروبا، يعيش حتى عمر 10 أو 12 سنة.

أنت الآن أيها الإنسان بكل ما أوتيت من عقل ومن قوة ومن جبروت صرت ضعيفًا أمام «منك» هكذا وكما يقول صلاح جاهين: «مع إن كل الخلق من أصل طين.. وكلهم بينزلوا مغمضين.. بعد الدقايق والشهور والسنين.. تلاقي ناس أشرار وناس طيبين»! والحق أن نسبة الأشرار زادت في هذا العصر.. فقتلت ودمرت ونشرت الموت والخراب في العالم الضعيف! لكن هذا ليس مقام العتاب ولا اللوم.. حيث يقول جاهين: «لا تجبر الإنسان ولا تخيّره.. يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره.. اللي النهارده بيطلبه ويشتهيه.. هو اللي بكره ح يشتهي يغيّرهّ! لكن كيف يغيره؟!». هذا هو السؤال!

في ابريل الماضي أي قبل شهور طويلة قالت جامعة كامبريدج إن هناك 3 سلالات لكورونا تطورت وراحت كل سلالة تؤثر على أجزاء مختلفة من العالم، وبالأمس فقط دب الهلع في بريطانيا بعد ظهور سلالة محورة، فبتنا في حيرة بين المطورة والمحورة!

قبلها تم رصد سلالة جديدة من فيروس كورونا يمكنها الانتقال إلى البشر في مزارع لتربية «المنك» في الدنمارك، حيث أصيب أكثر من ألفي شخص! وأمام ذلك، قررت الحكومة الدنماركية إعدام ما يصل إلى 17 مليونًا من المِنك.. وقالت رئيسة وزراء الدنمارك، مته فريدريكسن، إن السلالة الجديدة من الفيروس «تهدد فعالية» أي لقاح جديد يتم تطويره في المستقبل لمواجهة مرض كوفيد-19!

هنا تكتمل المأساة، فاذا كنت أيها الإنسان تسابق الزمن لإنتاج لقاح، فانتبه، لأن السلالة الجديدة تهدد ما توصلت إليه.. تهددك!

لقد اقتنعت السلطات هناك بأن التغيرات الوراثية التي لوحظت قد تقوض مفعول أي لقاح قادم!.

أخشى ما أخشاه أن تكون عائلة كوفيد 19 قد اجتمعت وقررت توسيع حربها، حيث يتعاون الفيروس «أ» مع «ج» للحرب على جبهات أوروبا وأمريكا، ويتولى الفيروس «ب» شرق آسيا! وهنا يقول السادة العلماء إن النوع «ب» انبثق عن النوع «أ» وأصبح ابنًا له!

وتزداد الخطورة إذا علمنا أنه حتى الآن، تمكن العلماء من تحديد ما لا يقل عن 8 سلالات من الفيروس التاجي، الذي سبب الخلل ومن ثم لانتشاره السريع في جميع أنحاء العالم.

وفقًا لموقع جريدة» نيويورك بوست»، تم إرسال أكثر من 2000 تسلسل وراثي للفيروس من المختبرات، والتي أظهرت أن الفيروس تحور على الخرائط في الوقت الفعلي.

ومرة أخرى نجدنا مضطرين لترديد رباعية صلاح جاهين: «أيا إنسان ما أجهلك.. ما أتفهك في الكون وما أضألك.. شمس وقمر وسدوم وملايين نجوم.. وفاكرها يا موهوم مخلوقة لك؟».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store