Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

بين تعصب الفراج.. وقصائد الحميدي

ضمير متكلم

A A
* ما أنا مُؤْمن به أن (البحث عن الإثارة والمتابعة) من العناوين والأهداف المهمة في لغة الإعلام، ولكن دون أن يَخْدِش المُسَلَّمَات والفضائل الإنسانية، والقواعد المهنية، وفي حضرة تلك الثَّوابِت ومع (احترامي وتقديري لجميع القائمين على برامجنا الرياضية الفضائية، وكافة ضيوفها) إلا أرى أنّ معظمها للأسف زارع مهم لبذور (تَعَصّب) تجاوز كل الحدود في إطلاقه لشتى أنواع قذائف السَّب والشتم، والتشكيك في ذِمَم اللجان والقيادات الرياضية والحُكَّام!

* فالعديد منها بَقِي أَسِيْرًا (لمدرسة القدير الأستاذ وَلِيد الفَرَّاج)، التي أهم مقرراتها استقطاب الإعلاميين المُتَعصِّبين للفرق الجماهيرية «الاتحاد والنصر والهلال والأهلي»؛ وفي فصولها يَتَناطَح كُلٌّ منهم مع غيره دفاعًا عن فريقه، أو رئيسه أو داعِمِه، مؤكدًا على المؤامرة الكونية التي يتعرض لها!!

* ثُمّ وراء أحاديث أولئك الإعلاميين تنساق كَتَائِبُ متابعيهم، الذي يرفعون لِواءها، ويواصلون إشعال فَتِيْلَهَا؛ ولأنَّ معظمهم من الشباب المتحمس محدود التجربة، قد تسقط منهم عبارات ونداءات وممارسات من شأنها أن تُسيء لبعضهم، وكذا لأطراف من المنظومة الرياضية، مُهددةً بذلك الأمن المجتمعي!!

* وهنا إذا كان (الأستاذ الفَرَّاج) بخبراته الكبيرة، وقوة شخصيته قادر وبامتياز على إدارة لغة الحوار في برنامجه بحسب ما خَطّط له؛ فإن أحد تلاميذ مدرسته (الحصاد الرياضي) في «قناة 24»، يفشل القائمون عليه كثيرًا -لمحدودية خبراتهم وإمكاناتهم- في كَبْحِ جماح ضيوفهم الحَصْريين؛ الذين يبدو أن شرط اختيار الشريحة الأكبر منهم تميزهم في تأصيل التّعَصُّـب، وإطلاق مصطلحاته الساخنة والساخرة!!

* أما (برنامج كورة) فحاول الهروب من (تهمة التّعَصُّب)؛ ليقع في فَخّ النمطية، وكثرة السَّوالف والحكايات، حيث يمكن أن تنتهي الحلقة في مُطَارَحَة قضية واحدة، خاصة ومُقدمه (الأستاذ تركي العجمة)، أحيانًا يتكلم أكثر من ضيوفه، سَاعِيًا إلى فَرْض رَأْيَه!!

* أما البرنامج الذي أراه أكثر هدوءًا ومهنية في فضائنا الرياضي فهو (الديوانية)، فيكفي أنَّ مُحَاوِرَه الأبرز (الأستاذ عبدالرحمن الحميدي)، ينثر الإبداع والفصاحة في مقدماته التي هي أقرب إلى الشعر منها إلى النثر، يُعزّز ذلك أَدَبُه وذكاؤه في أسئلته وتعليقاته، وهناك ضيوفه الرموز الذين لا يخفون ميولهم، لكنهم يقفزون عليها بحياديتهم، مع تحفظي على (د. جاسم الحربي) الذي أدعوه (مُقدرًا له) إلى التواضع مع زملائه وفي كلامه، وأن يُحَضِّرَ جيدًا لموضوعات الحلقة، حتى لا يظهر متناقضًا في أُطْروحاته!

* أخيرًا الإعلام الرياضي رسالته إضافة إلى المساهمة في تطوير رياضتنا، أن يكون سلاحًا يحارب (التَّعَصُّب)، لا أداة لِغَرْسِه في شرايين المجتمع، وهذا لن يتأتى إلا بضبط إيقاعه، وإحالة أولئك المتعصبين إلى التقاعد؛ فقد مَلّ الزَّمَن قبل أهله من تكرار حضورهم، ومِن ثَمَّ إتاحة الفرصة لشبابنا المثقف الواعي فهذا عصرهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store