Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

للمرور: تكفون أنقذوهم من سجنهم!!

ضمير متكلم

A A
* (القواعـد والعقوبات المرورية) لَم تُفْرَض لــ(مطاردة وتَصيُّد قَائِدِي المَرْكَبَات خلف الأشجار وتحت الكَبَارِي، لِجِبَاية أموالهم بأيّة وسيلة، ولأيِّ سَبَب)، بل غايتها المحافظة على أرواح البَشر ثم الممتلكات، والأَمانةُ في رَدع الخادشينَ لأنظمة السَيْر؛ مما يُعَرِّضهم وغيرهم للخطر.

* الإيمان بـ(إِنسانيّةِ المُرور) عقيدة عالمية قفزت في العقوبات على المَاديّات عند نخبة من الدول، متجهة إلى (البدائل المناسبة لحَال السائق وطبيعته، ونَوعِيّة جُرْمِه)؛ ومن الشواهد في هذا الإطار تحضرني حادثة (اللاعِب وَايـن رُوْنِي، القَائِد السّابق لمنتخب إنجلترا لكرة القدم وهَدّافه التاريخي)؛ حيث أُدِيْنَ بالقيادة مَخمُورَاً؛ ولأنّ الغرامة المالية لَن تَمَسَّ مَلايْينِه، حُكِمَ عليه بـ(100 ساعة)، بِمُعَدّل (وَاحِدة يومياً) يقوم فيها بإعادة طِلَاء كراسي الأشخاص ذوي الإعاقة في حديقة عامّة.

* وهُنَا (مُرُوْرنُا)، ليس استثناءً، فنحنُ نَثِقُ بأنّ تشريعاته وعقوباته مُخْلصة في تحقيق أمن الطُّرق، والحدّ من الحوادث، وما يترتب عليها؛ ولكن حصر فَواتير المخالفات بـ(المال، وكذا قَسوَة بعضها، لاسيما على متوسطي ومحدودي الدّخل في ظِل أزماتهم الاقتصادية، التي زادت منها «جائحة كُورونا كوفيد19) هو أمر يحتاج إلى إعادة نظر!.

* ولذا أرجو أن تواكِب (إدارة المُرور) التَحَولات الإيجابية التي تعيشها «بلادنا» في القطاعات كَافّة؛ بحيث تُراجِع أهدافها، وأنظمتها، والأَحْكَام الصادرة في حَقِّ مُخَالِفيهَا؛ التي أرجـو أن تبدأ بالعقوبات البديلة النَّافِعَة للمجتمع.

* وهناك تطبيق (الثواب والتحفيز قبل اللجوء للعقاب)؛ وذلك بأن يكون لـ(قائدي المركبات) سِجلٌ مروري إلكتروني، تنمو نِقَاطُه بطول مُدة الْتِزَامهِم؛ مما يمنحهم مكافآت، تُسْقِطُ مخالفاتهم أو بعضها «سابقة أو لاحقة»، ويمكن أن تكون المكافآت هدايا عَيْنِيّة بالتعاون مع رُعَاة من القطاع الخاص، إلى غير ذلك من الخطوات والبرامج.

* أخيراً هـذا نِداءٌ رفعتُه وكررتُه كَثِيْراً بسرعَةٍ معالجة أوضاع (أولئك المساكين) الذين يُعانون من تَراكُم قيمة الغرامات المرورية عليهم؛ لعدم قدرتهم على سدادها في حِيْنهَا؛ لأنهم بالكاد يمتلكون لُقْمَة عَيْشِهِم، ثُمّ ترتب على ذلك عجزهم عن تجديد وثائقهم، لِيُعَاقبوا عَـن ذلك صباحَ مساء؛ فمنهم المَدِيْن للمرور بـ»عشرات الألوف من الريالات»؛ فحُرِموا جَرّاء ذلك بعضاً من خدماتهم الضرورية.

* وهذا أوقعهم في دَوّامَة أزمَات لا نهاية لها، وصلت نِيْرَانهـا لِأُسَرِهِم؛ فَلعل (إدارة المرور مُقَدّرة ومشكورة) تسعى في عَفْوٍ شَامِلٍ عنهم، فإن لم يتحقّق ذلك، يمكن الإفَادة من (تجربة قُروض وزارة الإسكان للمواطنين، بالتفاهم مع البنوك)؛ المهم ((تَكْفون)) أنقِذوا (أولئك الغلابَى) مِـن سِجْنِهِم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store