Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

رياضات مواقف السيّارات!!

A A
تنامت في جدّة ظاهرة ممارسة الرياضة في مواقف سيّارات المرافق الكبيرة سواءً العامّة منها أو الخاصّة، من قبل المواطنين والمقيمين، رجالاً وأطفالاً وربّما نساءً في المستقبل، في الصباح الباكر أو في المساء، حين تخلو المواقف من السيّارات أو يقلّ عددها، وهي ظاهرة لا يبدو أنّ الأمانة العزيزة قد تنبّهت إليها فضلاً عن معالجتها لأنّها من وجهة نظري المتواضعة انضمّت لأجندة مشكلات جدّة المُعلّقة، ويا أمان جدّة مِنْ مشكلاتها المُعلّقة الكثيرة!.

والمواقف، هي بالطبع مُسفْلَتة، والأسفلت مهما كان ناعماً ولو حتّى بنعومة الرخام بعد صقله، لا يصلح للرياضة لخشونته، فما بالكم إن كان مليئاً بالعيوب الفنية التي تشوب معظم أسفلت شوارع جدّة، خصوصاً الرياضات التي فيها جري وقفز وسرعة وملاحقة والتحام بين اللاعبين مثل الكرة!.

وأعتقد أنّ سلامة من يمارس الرياضة في المواقف ليست مضمونة، وقبل أيّام رأيْتُ شابّاً سقط على أسفلت المواقف واحتكّت يداه به، فـ«جاب» العيد لجلدهما وعظامهما، وما خفي أعظم!.

والسؤال الذي يُفترض أن تطرحه الأمانة على نفسها هو: لماذا يتريّض هؤلاء في المواقف؟ والجواب بسيط للغاية، ولا يحتاج تغشيش، وهو أنّ كثيراً من أحياء جدّة تنقصها الملاعب المناسبة، وتوجد ملاعب قليلة لكنّها بـ«الفلوس»، وإيجارها يكون بالساعة، والساعة بمئات الريالات، وترى الناس يستأجرونها بنظام الجمعية التعاونية، أي يدفع كلٌ منهم جزءً من الإيجار، لكن مع تزاحم التكاليف المعيشية وارتفاعها آثر كثيرٌ منهم سلامة أموالهم المحدودة والمهدودة أصلاً وتعريض سلامتهم الجسدية للحوادث على أسفلت المواقف في سبيل الصحّة والترفيه، وسلامة تِفْرِق عن سلامة!.

وبالمناسبة، فالموضوع لا يخصّ الأمانة وحدها بل هيئة الرياضة كذلك، وكم أتمنّى أن يكون هناك تعاون بين الجهتيْن لإنشاء ملاعب مجّانية في الأحياء، أو بتكلفة رمزية تناسب دخول الناس، لتحسين جودة المعيشة في أحياء جدّة، بما ينعكس إيجاباً على حياة الناس ومؤشّر سعادتهم، وكفى بذلك هدفاً نبيلاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store