Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عادل خميس الزهراني

الخط العربي: أول مفاجآت الدوري.. وأجملها..!!

A A
لا مفاجآت في بطولة الدوري السعودي هذا العام..

تصدّر الهلال مبكراً، نافسه النصر قليلاً، ثم تراجع.. والأهلي يناوش.. ويتربّص.. ولا أحد يأخذه بجدية.. لم يتغير الشيء الكثير..!!

المفاجأة جاءت من وزارة الرياضة هذا العام، وذلك في مبادرتها الجميلة واللافتة، حين ظهرت أسماء اللاعبين في الدوري السعودي بالخط العربي الجميل، «مشاركةً من القطاع الرياضي في تفعيل مبادرة عام الخط العربي»، -كما أكد وزير الرياضة- «باعتباره عنصراً أساسياً في حفظ الثقافة العربية، ولما له من أدوار جمالية في تاريخنا الإسلامي».

تمثّل الخطوة -في رأيي- إسهاماً ثميناً مفعماً بالدلالات الإيجابية، نحو لغتنا العربية وخطنا العربي.. إن كنّا نقول ونكرر إن لغتنا هي منارة هويتنا، وهي رأسمال ثقافي، لا يقل أهمية عن الرأسمال الاقتصادي -كما يؤكد د. عبدالسلام المسدي- فإن كتابة أسماء اللاعبين بالحرف العربي، تشكّل بادرة عملية، نحو دعم وتعزيز هذه اللغة التي تستحق منا كل تقدير وعمل مخلص.. هذا يعني أن المبادرة تمثل انتقالاً جميلاً من مرحلة التنظير والقول إلى مرحلة العمل والتنفيذ والتغيير الملموس، نحو تحقيق الهدف.. أعني تكريس الاعتزاز باللغة العربية.

هناك بعد آخر يدعو للبهجة والتفاؤل، وهو أن المبادرةَ كانت نتيجة عمل مشترك بين قطاعين مهمين ومؤثرين من قطاعات الوطن الرسمية؛ وزارة الثقافة وهيئة الرياضة، وهذا يشير إلى الانتقال لمرحلة التواصل والتنسيق والتخطيط والعمل المشترك بين المؤسسات، لتحقيق الأهداف.

أعتقد أنها خطوة ذكية جداً من وزارة الثقافة، حين اختارت أن تعمل مع القطاع الرياضي لتنفيذ مشروع يهدف إلى ترسيخ أهمية اللغة في حقل يشهد متابعة ضخمة وطاغية من شرائح اجتماعية مختلفة (كبار وصغار، رجال ونساء..). هذا يعني -تبعاً لذلك- استغلال كل المنافذ والمنصات التي تكتظ بالنقاشات والمتابعات المليونية لإيصال رسائل مهمة حول دور العربية في تكريس الهوية، وقيادة التنمية الحضارية للوطن. (فكروا في العدد الهائل للصور ومقاطع الفيديو التي يتناقلها الناس فيما بينهم، وهي تضم وتتحدث عن أسماء اللاعبين مزيّنة بالخط العربي). أعتقد أن هذه المبادرة تعطي صورةً واضحة لجدية المؤسسات في دعم وتشجيع العربية، وبالتالي التضافر مع القيادة الحكيمة التي تجعل تعزيز العربية هدفاً من أهداف رؤيتها الثاقبة.

واسمحوا لي أن أنتهي بالتغني -والتغزّل ربما- بجمال الخط العربي، يزين الأكتاف والصدور، حيث تتموّج الحروف بألقٍ مدهش، يعكس -حقيقةً- أصالة وإبداع الفن العربي الجميل. أفكّر الآن في الرسالة التي نرسلها للعالم، ونحن نثبت اعتزازنا بثقافتنا وفنوننا، أفكّر في مشاعر اللاعبين، ومشاعر المشاهدين.. أفكّر في المحترفين من غير العرب حين يرتدون هذه اللغة، حين يشعرون بدبيب الحروف تتراقص على أجسادهم إبداعاً وغناءً، وأفكّر فيهم حين ينقلون كل ذلك لمجتمعاتهم، ومحبيهم حول العالم.

مرحى لوزارتيْ الرياضة والثقافة..

مرحى للرياضة وأخلاقها النبيلة..

ومرحى دوماً للعربية.. لغة العصر وسيدة الأبجدية..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store