Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

رالي داكار.. رسالة وقوة ناعمة

ضمير متكلم

A A
* الصورة الذهنية التي كان يحتفظ بها العالم الخارجي حتى العَـربِي منه عـن (المملكة) أنها مجرد صحراء قاحلة إلا من أَبْرَاجٍ خُرسانِيّة أهداها النفط لمجتمع بدائِي؛ تفاجأ بالثَّراء؛ فأصبح يُنفق الأموال على متعـهِ الشخصية!.

* تلك الصورة السلْبِيّة رسّخَت لها أفلام ومسلسلات درامية عربية وأجنبية، وأسهمت -بِحُسْن نِيّة- في تعزيزها بعض الجهات عندنا؛ وذلك من خلال مشاركاتها في المعارض والفعاليات الخارجية؛ حيث الاهتمام في أجنحتها بنصْـبِ الخيام وبِيوت الشعَر وتَمَاثِيْـل الـبَـعَــارِيْــن؛ بحثَاً عن حرص الزوَّار عن التصوير فيها ومعها. فنعم بالتأكيد نعتز بها، ولكنّنا في ماضينا وحاضرنا ومُستقبلنا نمتلك في حضارتنا وطموحاتنا ما هو أَهَمّ منها.

* ولكن في السنوات الأخيرة، وفي إطار «رؤية المملكة 2030م»، وبتوجيهات حكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبقيادةٍ ودعم من عَرّاب الرؤية ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، انفتحت «بلادنا ثقافياً» على الساحة الدولية ومجتمعاتها بكافة أطيافها من خلال استثمار بعْضٍ من أدوات (القوة الناعمة).

* ومِـن ذلك في الميدان الرياضي (استضافة رَالي دَاكار الدولي 2021م للمركبات والدراجات)، والذي ينطلق فعلياً اليوم؛ فــ(السائقون المشاركون فيه، وعددهم «559 سائقاً من 49 دولة»، إضافة لفِرقهم المساعدة، والملايين من المتابعين -فضائياً- للرّالي في مختلف القارات)، سيكونون لمدة «13 يوماً»؛ في رحلة يقطعون فيها أكثر من (7600 كم)، ابتداءً من (محافظة جدة، ثمّ عودة إليها، مرورًا ببيشة، ووادي الدواسر، ثم الرياض، فبُرَيدة، ثمّ حائل وسكاكا ونِيْوْم والعُلا فَينبع).

* وكل أولئك في «رحلتهم تلك» سيكتشفون تنوع تضاريس المملكة، وقبل ذلك أصالة إنسانها، وثَرَاء تاريخه وثقافته، وما يتميز به من إخلاص وإمكانات لا محدودة هَيَّأَتُه لأَنْ يكتب ملحمة إنسانية؛ صنعت وطناً، أصبح له مكانته القيادية، وصوته المسموع على الخارطة الدولية سياسياً واقتصادياً وحضارياً.

* أيضاً تنظيم هذا (الرَّالي الكبير)، واستضافة عدة آلاف من المشاركين فيه، رغم (مخاطر فيروس كورونا كوفيد 19) التي أرهقت الدول الكبرى يبعث برسالة مهمة فيها التأكيد على عزيمة «السعوديين»، وقدرتهم بعد -فضل الله تعالى- على مواجهة التحديات والصعوبات، وتجاوزها مهما كانت في طريقهم للنجاح في تحقيق أهدافهم.

* فشكراً ثمّ شُـكراً لـ(ولي العهد) صانع «رؤيتنا الطموحة» القادرة على تحويل أحلامنا إلى حقائق ملموسة في واقعنـا، والشُّكْر لــ «وزارة الرياضة واتحاد السيارات، وإلى جميع اللجان المنظمة»، ثمّ ما أرجوه من (وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية، ووسائل إعلامنا» الإفادة من هذه التجربة في استثمار أسلحة القوَّة الناعمة الأخرى في رسم الصورة الصادقة عن بلادنا ومجتمعنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store