Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الأسماء في المدينتين المقدستين!!

A A
مدننا جزء من العالم، لا ريب في ذلك، والعالم أصلاً قرية كونية صغيرة قُدِّر السيْرُ بين أرجائها في ساعات محدودة، آيةً من الله، ونعمة من نعمه التي لا تُعدّ ولا تُحصى، ولم تشذُّ عن هذه القاعدة أقدس مدينتيْن على مرّ التاريخ، وأقصد بالطبع: مكّة المكرّمة حيث يوجد بيت الله العتيق، والمدينة المنوّرة حيث يُنيرها قبر سيّد الأولين والآخرين، محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وفيها بقعة الجنّة الوحيدة المعروفة في العالم وهي الروضة الشريفة.

ومن الطبيعي أن تُطلق على المرافق الخاصّة في المدينتيْن، مثل الفنادق والمقاهي والمطاعم وغيرها أسماء عالمية ترتبط بالماركات التجارية الأجنبية التي تتعامل معها شركاتنا المالكة للمرافق، لكن لخصوصية المدينتيْن وحرص قيادتنا الرشيدة على إعلاء الهوية الإسلامية لهما، وتجنيبهما كلّ ما يعارض الدين الإسلامي فيهما، عقيدةً وسلوكاً وألفاظاً ومعاني، فإنّني أؤمن بحاجتنا إلى مراجعة أسماء المرافق للتأكّد من تحقيقهما للمطلوب.

وهناك أسماء أجنبية لبعض المرافق ممّا تعود خلفيتها التاريخية والدينية لأصول بِدْعِية وخُرافات وأساطير تُنافي روح العقيدة الحنيفية، ومن المؤكّد غياب هذه الخلفية عن أذهان شركاتنا في زحمة التعاقد مع شركات الماركات واستخدام أسمائها المُتداولة عالمياً، وكما نحرص على تسمية شوارعنا وفق تراثنا العظيم وشخصياتنا الوطنية فما المانع أن تراجع أمانتا المدينتيْن المقدّستيْن أسماء المرافق بالاستعانة بالعارفين بخلفية الأسماء لتمحيصها واستبدال ما تكتنف خلفيته ما يُشين المدينتيْن بأسماء طيبة عقيدةً وسلوكاً وألفاظاً ومعاني.

وأجزم أنّ ذلك سيُكسبنا احترام العالم واحترام شركات الماركات، فمن يحترم تراثه يُحترم، ولن يُخسِّر ذلك شركاتنا شيئاً فيما لو فعلته، فالخدمة التي تقدّمها تنجح بمضمونها وجوهرها وليس بقشرتها واسمها، ولنا في النبيّ صلّى الله عليه وسلّم القدوة الحسنة، إذ كان يُغيّر أسماء صحابته إذا رأى فيها ما يُشين مثل «العاصي» الذي سمّاه «مُطيع»، و«حزن» إلى «سهل»، و«المضطجع» إلى «المنبعث»، وكان يُراعي أسماء الأماكن، ويستحبّ وىُزكّي الأسماء الحسنة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store