Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

قمة التصالح.. بيان قمة العلا يؤكد (خليجنا واحد)

A A
انتهت القمة الخليجية الثانية والأربعين التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن يطلق عليها (قمة السلطان قابوس وصباح الأحمد) بنجاح، وبما كانت تتطلع إليه آمال شعوب المنطقة من وحدة وتلاحم، وجاء بيانها الختامي مؤكدًا على أن دول المجلس ستعمل كمنظومة واحدة لمواجهة كل المخاطر في المنطقة، وأن لديها موقف موحد وواضح تجاه إيران وتهديداتها الإقليمية، ومعززًا لدعوة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي جاءت في خطاب سموه الافتتاحي الذي قال فيه (نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا وخاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ الباليستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة).

لم يكن المجلس منذ إنشائه بمنأى عن الخلافات التي كثيرًا ما يتم التغلب عليها، والنتائج إنما تشهد في النهاية لصالح قوة المجلس ومرونة وحيوية أعضائه، كما لم يكن في يوم من الأيام مجرد حاصل جمع لعدد من الدول تمثل أرقامًا مكررة بقدر ما كان محصلة تفاعلات حية ونابضة تصحح مسارها بنفسها وتضيف للمجلس نوعًا من القوة والصمود، ولازال يمثل كيانًا سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا تعاونيًا نحو الوحدة الإقليمية التي هي هدف مشترك لكل أبناء الأمة العربية.

لاشك بأن خليجنا مهدد وبالذات من إيران، ويُخشى بأن تتحول هذه الدولة المارقة إلى قوة عسكرية تهيمن على المنطقة، ونحن نرى توجهاتها المتطرفة في المنطقة وتركيزها الشديد على فرض الهيمنة مع اعتناقها لأيديولوجية متطرفة تدعم من خلالها حركات التطرف والعنف التي تلجأ إلى استخدام القوة وتهميش دور الحكومات الشرعية بإقامة العديد من معسكرات التدريب،وهذا ما هو حاصل في كل من اليمن ولبنان والعراق وبعض الدول الإفريقية.

لقد أشار سمو ولي العهد إلى أن برنامج إيران النووي يهدد المنطقة والعالم، ودعا المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج المهددة للسلم والأمن الإقليمي، ذلك لأن إيران لازالت مصرة على امتلاك قدرات عسكرية نووية وأسلحة دمار شامل، بينما أي من دول الخليج لا تمتلك لهذه النوعية من الأسلحة مما يشكل خللاً إستراتيجيًا في التوازن العسكري في المنطقة لصالح إيران ويجعلها تفرض إرادتها، وللأسف لم تستطيع الدول التي وقعت الاتفاق النووي مع إيران من منعها من تطوير سلاحها النووي، وقد أوضحت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة بأن إيران مازالت تنتهك القانون الدولي وخصوصًا العقوبات بشأن برنامجها النووي وأنها تواصل مساعيها لتعزيز قدرتها النووية.

أكثر ما أسعد أبناء الخليج في بيان العلا هو أنه أكد على ما يربط دول الخليج من علاقات وثيقة راسخة وطي كامل لنقاط الخلاف وعودة العلاقات الدبلوماسية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store