Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

عندما تسقطك الحياة أرضاً!

A A
· التعثر والسقوط في دروب الحياة أمر وارد جداً بل إنه أحد سننها الثابتة، هذا أمر يحدث للجميع، الأغنياء والفقراء، المتفائلين والمتشائمين، الطيبين والشريرين، فالحياة لها أساليبها في التعامل معنا، منها ما هو رحيم ومقبول، ومنها ما هو قاسٍ ومحبط ومكروه.. وبالمقابل فإن البشر لهم أيضاً مذاهبهم الخاصة في التعامل مع هذه التحولات، فثمة من يستسلم للسقوط مكتفياً بالصمت وإلقاء اللوم على القدر؛ وثمة من يعلق السبب على مشجب الآخرين، ومنهم من يرفع صوته بالتذمر والشكوى ويصاب بالإحباط والعزلة.. ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب السلبية باتجاه خيارات إيجابية تساعد على التأقلم والنهوض، ونتطرق اليوم لبعضها باختصار.

1- غيّر أهدافك ونوّع مصادر إنجازك: يتحدث الاقتصاديون عن مفهوم التنويع في الاستثمار بقولهم (لا تضع البيض في سلة واحدة) وهذا ينطبق أيضاً على حياتنا العامة، فالتنويع في الإنجازات والأهداف مهم، لا أعني أنه يجب عليك تشتيت تركيزك على مشاريع متعددة، لكن من المهم تحديد أهداف في العديد من مجالات حياتك حتى لا تكون رهينة المصدر الواحد.. لا تعتمد على حياتك المهنية فقط في الشعور بالنجاح والإنجاز، كي لا يكون فشلك المهني محبطاً وقاتلاً، يمكنك الشعور بالرضا واحترام الذات من خلال جوانب أخرى من حياتك مثل العلاقات العامة وتربية الأبناء والصحة والهوايات، الثقة قد تعينك على النهوض من جديد وتجاوز العثرة.

2- غيّر بيئتك: بيئتك هي المصدر الأول لعاداتك وأفكارك ومشاعرك وإنجازاتك أيضاً، أعرف أنه من الصعب تغيير البيئة التي اعتاد عليها إنسان، لكن نجاحك في هذا الأمر مهم جداً للنهوض من خلال القدرة على البحث عن فرص جديدة، واكتشاف إمكانات لم تكن تعرفها عن نفسك، كما أن تغيير البيئة كفيل باكتشاف أشخاص من حولك ذوي وجهات نظر جيدة لم تكن تراهم.. سافر، كن أفضل في التكيف، زد من ثقتك بنفسك، دع البيئة الجديدة تغيرك، ولا تنسَ مع هذه الهوية الجديدة التخلص من النفايات القديمة، فسلة مهملاتك يمكن أن تكون ملأى بأشياء غير مرغوب فيها، أو بأشخاص غير مهمين أو بمشاعر وأفكار وعادات لم تعد تناسب المرحلة، استفد من المساحة الفارغة التي ستحصل عليها بعد التخلص من كل هذا، واستبدلها ببيئة عالية الجودة، وستجبرك هذه البيئة على رفع معاييرك.

3- استخدم فلسفة الأوقات الصعبة: ان كنت لا تزال بعد القيام بكل ماسبق غير قادر على النهوض والوقوف على قدميك مجدداً، فيمكنك إخراج أكبر سلاح في ترسانتك ألا وهو فلسفتك الخاصة.. كن واثقاً أن الحياة تجري في دورات وفصول، مد وجزر، شروق وغروب، نجاح وفشل، فإذا كانت حياتك اليوم في أدنى مراحلها، فلن تبقى هكذا طوال الوقت.. إن مجرد إيمانك بهذا يمكن أن يمنحك الأمل والثقة لتحمل قسوتها الحالية.

· السقوط ليس فشلاً فالحياة حلبة صراع مستمر، قد تتعرض فيها لضربات مؤلمة يمكن أن تفقدك توازنك ويمكن أن تسقطك أرضاً لكن فلسفتك الخاصة وطريقة تعاملك معها هي ما يمكن أن تدفعك للأسفل أو تعيدك للوقوف أمام زخم الحياة من جديد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store