Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

العالم في غربال الرئيس بايدن!

إضاءة

A A
لا ينبغي للمتفائلين بأجندة اليوم الأول للرئيس الأمريكي جو بايدن، أن يفرطوا في تفاؤلهم، ولا ينبغي كذلك للمتشائمين أن يبالغوا في تخوفهم! ولأن أمريكا ستظل أمريكا ببرجماتيتها بل وأجندتها العامة كدولة كبرى لا كرئيس، ولأن «الغربال الجديد» كما يقول المثل العامي «له شدة»، فإن غربال بايدن قد يتراخى بعد سنة أو أقل، وقد يشتد!

مناسبة هذه المقدمة هي أجندة أوامر اليوم الأول التي نقلتها «سي إن إن» عن رئيس موظفي البيت الأبيض الجديد رون كلاين والتي تشمل إعادة الانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ، وإنهاء حظر السفر المفروض على الدول ذات الأغلبية المسلمة، ووقف عمليات الإخلاء ومدفوعات قروض الطلاب أثناء تفشي فيروس كورونا، وإلزام ارتداء الكمامة في جميع الممتلكات الفيدرالية.

صحيح أن وعود الرئيس أثناء حملته الانتخابية، والتي تعهد فيها باتخاذ إجراءات فورية لبدء معالجة الأزمات وإعادة البناء بشكل أفضل، ستظل تلاحقه أينما ذهب، وصحيح أنه سيبادر في الأيام الأولى بتنفيذ ما يمكن تنفيذه بلا تردد أو تباطؤ، لكن نوم المتفائلين في العسل، وخوف المتشائمين من البصل، لا ينبغي أن يحكما سياسات الدول المختلفة في تعاملها مع الولايات المتحدة!

والحاصل أن بايدن قد يسرع الخطى في تنفيذ كل ما يتعلق بشؤون المواطنين الأمريكيين في الداخل، خاصة من لم يعطوه صوته، فضلا عن المصوتين له، لكنه سيتأنى ويتمهل ويفكر آلاف مرة قبل الإقدام على قرار أو أمر تنفيذي يتعلق بدولة هنا وأخرى هناك.. وبالإضافة لذلك، فإن أمور السياسات الخارجية ستخضع بالضرورة لإعادة تقييم، وربما تصويت لدى المجلسين التشريعيين، حتى وإن كان الديمقراطيون قد انتزعوا الأغلبية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن قرار ارتداء الكمامة في جميع المؤسسات أو الممتلكات الفيدرالية، والذي قد يختلف حوله بعض الأمريكيين، يختلف كثيرًا عن النظر في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، كما أن إعادة فتح المدارس والشركات يختلف يقينًا عن قرار إعادة النظر في تثبيت حل الدولتين!

هذا على صعيد مشكلة واحدة في الشرق الأوسط الذي كثرة مشاكله مشوشة على مشكلته المركزية والأساسية والأصلية، ربما عن عمد!

وعلى صعيد الديمقراطية وحقوق الإنسان، تخطئ أحزاب المعارضة في دول العالم، إن هي ظنت أن بايدن سيضغط من مكتبه في البيت الأبيض على «زر» فتنتعش الأجواء ويتم تحقيق الآمال والطموحات! والحال نفسه مع الحكومات التي قد تتصور أن ما حدث من انتهاك لقيم الديمقراطية في واشنطن يمكن أن يجعل بايدن والذين معه وحوله يغضون النظر في قادم الأيام عما يجري في دول العالم.

والخلاصة أن حكومات الدول ومؤسساتها وأحزابها ينبغي أن تنظر لنفسها من منظور مصلحة مواطنيها ومستقبل أجيالها، وليس من ثقوب غربال الرئيس بايدن!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store