Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

لبنان: موت وخراب ديار!

A A
هل هذه سويسرا الشرق؟، هل هي البلد المتحضر الذي كان مثالاً للتمدن، ومنارة للثقافة والأدب والفن؟، هل هذا موطن الخير والزاد الوفير والماء النمير والعز والخير؟، يصعب تصديق ما آلت إليه أحوال لبنان في ظل السيطرة الإيرانية عليه من خلال أذنابها الموتورين الطائفيين البغيضين الذين حوَّلوا بيروت إلى طهران مصغرة، وكان ذلك ما توعَّد به نصر اللات لا نصره الله، الذي أعلن صراحة في شبابه أنه سيجعل لبنان نسخة مصغرة من الجمهورية الإيرانية. إن كل من يزور لبنان منذ سنوات يصدم بصور أصحاب العمائم السود معلقة على كل أعمدة الكهرباء من أول طريق المطار وصولاً إلى مركز المدينة، بسحناتهم المقبحة التي يتجلى غضب الله عليها، والكل مذعن ومطاطئ، ويعجبون من بعد ذلك من توقف السياحة التي لم يعد أحد يفكر فيها من العرب وخصوصاً أهل الخليج، أو الغربيين أو الشرقيين، فلِمَ يأتي السواح؟، هل ليؤذوا أنظارهم بصور المعمِّمين المقبحة؟، أم ليمدوا حزب الشيطان بالمال العائد من السياحة ليزداد عتواً ونفوراً، وكيداً لأهل السنة خاصة. ولم يعد ذلك طي الكتمان، وماعاد نصر اللات يستحيي من إعلان أنه ذيل لإيران وعبد للملالي، بل بات يصرِّح بذلك ولا يلمِّح في كل مناسبة، آخرها كلمته الشوهاء بمناسبة مرور عام على هلاك عدو الله ورسوله قاسم سليماني الملطخة أيديه بدماء أهل السنة في لبنان والعراق وسورية. وكأن نصر اللات يتبرأ من عروبته ولبنانيته ويعلن انتماءه الأوحد لملالي الفرس والمجوس، ومن ثم يظل اللبنانيون على اعتبارهم له رأس مكون لبناني مهم وأساس، ويمهدون له السيطرة على كل مفاصل الدولة اللبنانية التي تزداد يوماً بعد يوم. فماذا ترتَّب على تلك السيطرة سوى: «الموت وخراب الديار» كما نقول في أمثالنا السعودية؟، وصل لبنان إلى الهاوية الاقتصادية ودُفن فيها حين وصل سعر صرف الدولار الى عشرة آلاف ليرة أي ما يقرب من عشرة أضعاف سعره المعتاد. وظل اللبنانيون يتقاضون أجورهم بالليرة دون تغيير، ذلك لمن بقي على رأس العمل بعد كورونا، والغالبية العظمى من اللبنانيين فقدوا وظائفهم اليوم، وخصوصاً أهل السنة. وما عاد بإمكانهم تأمين قوتهم اليومي ولو كان كما يقولون «منقوشة زعتر» أو «ساندويش فلافل» وهو طعام الفقراء في لبنان.

وسوى التردي الاقتصادي هبت رياح الموت من تفشي كورونا في أوساط اللبنانيين ووصل عدد الإصابات اليومية الى خمسة آلاف، والعدد الإجمالي لأكثر من ربع مليون في بلد تعداده ستة ملايين، ولم يعد هنالك سرير واحد شاغر في مستشفى واحد، والحكومة عاجزة ولم تجد أمامها إلا الإغلاق الكامل الذي لا يلتزم به كثير من اللبنانيين.

إنه الموت وخراب الديار حقاً في لبنان في ظل حكم أذناب إيران ولن يتغير الحال إلا بزوالهم إن شاء الله وما ذلك على الله بعزيز.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store