Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

مماحكات البيت الأبيض.. شاهد على الكيد النسائي السياسي!

إضاءة

A A
لا يمكن اعتبار مسارعة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن فور دخوله البيت الأبيض، بمحو 17 إجراءً وقراراً لسلفه دونالد ترامب من قبيل الكيد أو المماحكة، فتلك سياسات حزب ورؤية رئيس وأجندة عمل، ووعود انتخابية آن لها أن تتحقق، ومهما يكن من أمر الرسالة الخاصة التي تركها ترامب لبايدن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض والتي وصفها الأخير بأنها رسالة «شخصية وودّية للغاية» التزاماً بالتقاليد المتّبعة، فإن عدم كشف بايدن عن فحواها بدعوى أنه سيتحدث بشأنها أولاً مع ترامب، يثير الشكوك حول وديتها!.

بل إن عدم حضور ترامب لحفل التنصيب، وإصراره على أخذ الحقيبة النووية معه دون تسليمها، وأوامر العفو التي أصدرها في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، كل ذلك وأكثر منه يمكن التعامل معه باعتباره شأناً سياسياً، أو تكتيكاً حزبياً أو سمِّه كما شئت، لكن المماحكات النسائية على أصولها ظهرت في البيت الأبيض، وربما قبل دخوله!.

ومن ذلك، قيام إدارة الرئيس بايدن، بإقالة كبير موظفي البيت الأبيض، تيموثي هارليث، والذي كان يعمل مديراً للغرف في فندق انترناشونال في واشنطن وعينته ميلانيا ترامب عام 2017!

من ذلك أيضاً عدم مبادرة زوجة الرئيس السابق للاتصال بزوجة الرئيس الجديد لتدعوها كما هو متبع في بروتوكول البيت الأبيض لتناول فنجان شاي في تقليد يسمونه Tea and Tour وخلال تناول الشاى تشرح زوجة السابق لزوجة اللاحق كل ما يتعلق بمكونات ومميزات البيت من الداخل وليس الستائر فقط!

أما قمة المماحكات النسائية فهو ما نقلته قناة العربية، عن موقع شبكة NBC التلفزيونية، حيث ظهرت «إيفانكا جديدة» على الساحة وهي آشلي بايدن ابنة الرئيس الجديد الوحيدة، على غرار إيفانكا ترامب مستحوذة على الأضواء!، ولم تتأخر أشلي كثيراً في الرد على عدم دعوة ميلانيا ترامب لزوجة بايدن قائلة: «لا أعتقد أنهم يعرفون البروتوكول التقليدي، وهو أمر مؤسف، لكننا جميعاً Ok».

والحق أنني لعبت هذا الدور في التأجيج بين زعيمتين، وكنت أظن حينها أنني انتزع اعترافات سياسية أو حتي حزبية من رئيسة الوزراء في بنجلاديش السيدة حسينة واجد التي تناولت الغذاء معها في بيتها، وسابقتها السيدة خالدة ضياء التي تناولت العشاء معها في بيتها! ورغم أن أصول الـ «العيش والملح» تقتضي عدم النقل، فقد تغلبت الحاسة الصحفية، ورحت أنقل «بأمانة» ما قالته كل زعيمة عن الأخرى!

ومن باب «تهدئة النفوس» وعندما نقلت تقييم السيدة خالدة لمضيفتي انفعلت السيدة حسينة متهمة خالدة بالجهل السياسي وعدم قراءة التاريخ جيداً، وفي المساء راحت خالدة، تتهم حسينة بالتعصب والتبعية ونحو ذلك، قبل أن نصل الى مرحلة: أنا أجمل منها، وأنا سيدة بيت محترمة، وهي لا تفهم في الأصول!.

ولأن السيدة حسينة ابنة رئيس سابق هو الرئيس مجيب الرحمن، ولأن الثانية زوجة رئيس سابق هو الرئيس ضياء الرحمن، ولأنهما قتلا في حادثين متشابهين، فقد خشيت على الزعيمتين من نفس المصير، قبل أن تهب نسمات من الديمقراطية، فتخفف من حدة الاحتقان، وليكون السجن هو المصير وليس القتل.. بسيطة!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store