Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

رأسمالية أمريكا جوع وكرة جولف لا تضيع!

A A
لولا أن صورته كانت مواكبة للخبر أو للنقل المباشر لقلنا إن المتحدث عن الجوع بهذا الشكل الذي يثير الدموع، هو رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، أو ليبيريا أو أفريقيا الوسطى أو زيمبابوي!

لن أسمح بأن يتعرض الشعب للجوع.. هذه تجربة عائلتي مع الكفاح من أجل لقمة العيش.. هكذا استيقظ والدي في الليل محدقاً في السقف.. لم يكن قادراً على النوم خوفاً من المصاريف العلاجية.. هل نستطيع أن ندفع ما علينا من رهن؟. الكثيرون يواجهون الاخلاء، في انتظار التمكن من إطعام أطفالهم..لابد من توسيع المساعدات الغذائية!

صحيح أنه اعتمد شيكات تحفيزية لذوي الدخل المنخفض للغاية، وصحيح أنه رفع الحد الأدنى للأجور لموظفي الحكومة، لكن الصحيح بل المثير والمدهش أيضا أن المتحدث هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية!.

هكذا قدّم الرئيس جو بايدن صورة قاتمة ليس للوضع الحالي في بلاده قبل أو بعد كورونا، وإنما للقيم والمبادئ الرأسمالية في أنحاء العالم!، فلا الصيني ولا الكوبي ولا الفنزويلي ولا الروسي قالوها بهذا الشكل! ولا النظم التي مازالت متمسكة ببقايا المبادئ الشيوعية اعترفت بها بهذه الطريقة!.

والواقع أن الرئيس بايدن بالغ كثيراً، وهو يستدر تعاطف الشعب معه، حتى كدنا نسمعه يقول: «حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة»!

وعلى الطرف الآخر كان الملياردير الكبير دونالد ترامب، يبحث عن كرة الجولف الضائعة، هناك في بويست بالم بيتش بولاية فلوريدا!.

على أن المشكلة الكبيرة التي تواجه ترمب الآن في هذه اللحظات، ليست مع المحققين الذين سيتولون التحقيق معه في فبراير، ولا مع أولئك الرافضين من أبناء حزبه الجمهوري لخوضه انتخابات الرئاسة في 2024 ، وإنما مع الجيران!

والحاصل أن جيران ترمب في المنتجع أعلنوا رفضهم لإقامته فيه بعد مغادرته البيت الأبيض، قائلين إن هناك اتفاقاً أبرمه مع البلدة في عام 1993 يمنعه من ذلك.

وينص الاتفاق على السماح لترمب «بتحويل منتجعه الخاص إلى عمل تجاري ما دام اتبع مجموعة من القواعد، بما في ذلك عدم إقامته في النادي لأكثر من ثلاثة أسابيع غير متتالية في السنة»!

فإذا أضفنا لمشكلة الجيران، مشكلة الجهات الضريبية التي بدأت في سن سكاكينها عليه، يصبح من الجائز إعادة تأمل المشهد الرأسمالي الزاحف على العالم كله، وما فعله ويفعله، ليس في الولايات المتحدة فقط، وإنما في جميع أنحاء العالم.. فقراء وجوعى ينتظرون العمل والإعانة، ومليارديرات يبحثون عن كرة الجولف في عشب الثراء!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store