Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

البطالة وتحدِّي العائلات!!

A A
يُتيح الإعلامي داوود الشريّان في برنامجه «تحدِّي العائلات» فرصة التحدِّي بين عائلاتنا للفوز بالجوائز المُغرية، بشرط أن تكون إجابات العائلات على أسئلته مُطابِقة لاستطلاعات الرأي التي أُجْرِيَت على مئة شخص خارج البرنامج، ضمن رؤية فيها معرفة ومتعة وتسلية فضلاً عن إمكانية ربح المال الوفير!.

وكما قُلْت: إنّ البرنامج هو رؤية.. إلخ إلخ، فهناك رؤية أخرى أستوحيها من اسمه، وهي رؤية التحدِّيات المعيشية والحقيقية التي تواجهها العائلات، وتتغيّر من عقد لآخر، وقد تقلّ مع الزمن وقد تزداد، وقد تُزاح عن كاهل العائلات وقد ترزح عليهم ولا تنزاح مثل الكابوس الليلي بعد تناول وجبة دسمة وإغفال قراءة أذكار النوم!

والتحدِّيات كثيرة ولا يكفي مقال واحد لسردها، غير أنّ أهمّها هو بطالة أبناء وبنات العائلات، وقد شارك بعضهم في البرنامج، وعندما طلب منهم الشريّان التعريف عن وظائفهم أجابوه بأنّهم باحثون عنها، وأنا أشكرهم على هذا التعريف المؤدّب، إذ لم يصفوا أنفسهم بالعاطلين أو المُعطَّلِين، وكأنِّي بهم يُخفّفون من وقع البطالة على أنفسهم وعلى وطننا الذي يحبّونه ويفدونه بأرواحهم، ويتمنّوْن أن يعالج بطالتهم العويصة بسرعة الصوت إن لم يكن بسرعة الضوء!.

والبطالة هي أمّ التحدِّيات التي تواجه العائلات، وتجرّ معها تحدِّيات أخرى مثل الفقر الذي قال عنه عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنّه لو كان رجلاً لقتله، ومثل الألم النفسي المحبوس في صدر العاطل أو المُعطَّل، وكأنّه ماء في غيمة كبيرة لم يأذن لها الله بأن تُمْطِر، ومثل الانعزال الاجتماعي الذي يحجب صاحب البطالة، ويمنعه من تحقيق أحلامه السعيدة، كالزواج وتكوين أسرة وإنجاب الأطفال، وتأسيس نظام حياتي مستقلّ، كما يؤخّر منفعته وخدمته للوطن الذي هو صاحب الفضل عليه بعد الله، فيشعر بالنقص، وكفى به شعوراً أليماً!.

وأدعو الله أن تكون رؤية أمّ التحدّيات برنامج فوز لكلّ العائلات، دون استثناء، وأن تُصبح البطالة صِفْرَاً بعد أرقام عالية، ولا وجود لها حاضراً ولا مستقبلاً.

قولوا آمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store