Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

في يناير وفي كل شهر اللهم احفظ مصر من كل شر!

A A
حتى قبل 25 يناير 2011 كان المصريون كلهم أو جلهم يحتفون بعيد الشرطة الذي يعد تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية 1952 التي راح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952 بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.. لقد كان الموقف وسيظل شاهدًا على إعلاء كرامة الوطن والإنسان، ومن ثم تقرر اعتبار هذا اليوم إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام.

ثم كان ما كان، وقامت ثورة 25 يناير، وتوالت الأحداث وخرجت الصحف المصرية كلها تحيي وجه هذا الرجل العسكري بملامح وجهه الحازم والصارم وهو يقف منتصب القامة، «وأنقل هنا من صحيفة اليوم السابع».. «مرفوع الهامة شامخ الرأس، وهو يدب بقدمه ويرفع يده اليمنى إلى جوار رأسه ليؤدي التحية العسكرية، عرفانًا واعتزازًا وتقديرًا لأرواح شهداء ثورة 25 يناير الذين ضحوا وقدموا أغلى ما يملكون فداء للوطن وحريته وكرامته».

«إنه اللواء محسن الفنجري، مساعد وزير الدفاع والمتحدث باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أبكى ملايين المصريين ليلة النصر، لحظة أدائه التحية العسكرية لأرواح الشهداء بشموخه العسكري، وقسمات وجهه العطوفة والحنونة التي امتزجت بحزمه وصرامته في لحظة مجيدة كانت لها دلالتها العميقة ومضمونها الواضح والصريح».

ولأنه اقتباس ولأنه تراث، وددت وأنا أتفق مع الرأي القائل بالاحتفاء بالمناسبتين، وعدم اتخاذ واحدة منهما أداة للكيد للآخر، أن أهمس للجيل الجديد من الكتاب والأدباء والصحفيين إلى أهمية أن تكتب كل قصيدة أو قصة أو نص أو كلمة وأنت منتبه إلى أنك تضيف إلى التراث.. تراثك الشخصي الخاص الذي لن يكون خاصًا بعد رحيلك، بل سيكون شاهدًا عليك، فضلا عن أن التراث العظيم للأمم ليس حكرًا على أحد، ومن ثم فإن تراث أصحاب الكلمة، سيستخدمه الداني والقاص على السواء، باعتباره من المشاعات!

تأمل معي ما نشره الشاعر صلاح جاهين في يناير 1955 أكرر 1955: والزمن فات.. فات.. سنين في خيالي.. وأنا قاعد والميدان مليان قبالي.. شفت نفسي حواليا عيال كتار.. فاتت الأيام وفاتت الليالي.. شفتهم صبحم كبار.. مشيوا ويا الناس في حمرا.. قمت م القهوة سعيد.. وباقول: بكره أجمل من النهارده!

لقد ظل صلاح جاهين يستشعر الأمل طيلة حياته، رغم ما كان يعتريها من هموم، شأنه في ذلك، شأن فؤاد حداد الذي كتب يقول: مصر يا مصر أنا داير داير.. أزرع تاني الأرض بشاير.. أزرع تاني الأرض أغاني.. قد ما باشقى وقد ما أعاني.. ألقى شجر ونظر ومعاني.. شغل الحق ما فيهش خساير.

في يناير وفي فبراير وفي مارس وفي كل شهر، سنظل ندعو لمصر أن يبعدها ويبعد عنها كل شر.. اللهم احفظ مصر وشعبها ومؤسساتها، وأرضها، ونيلها، وشبابها، وجندها، من الخسائر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store