العمري: ناقشنا مستقبل المسرح بمعرض كتاب
العسري: الشباب عنوان مرحلة ما بعد كورونا
من ناحيته يقول المختار العسري من المغرب: دوما كان منطلق المسرح وديدنه الاحتفال، اللقاء والاجتماع وتقاسم المشاعر والفرح والآهات، واليوم العربي للمسرح الذي يصادف 10 يناير مر علينا هذه السنة وقد خمدت أنوار المسرح في كل مكان، وسكنت الحركات، ولأن المسرح فضاء لطرح الأسئلة فإن اليوم العربي مناسبة لنتساءل عن مآل مسرحنا وقد رحلت العديد من الأسماء العربية الكبيرة التي قدمت الكثير للمسرح العربي، رحلت وهي تحمل غصة، وتتساءل متى تتوقف محنة صناع الفرجة ويعود الجمهور لمعانقة المسرح من جديد. وأمام استمرار هذه المحنة الناتجة عن استمرار وباء كورونا، فلن يكون أمام المسرح العربي إلا فتح الباب على مصراعيه للطاقات الشابة، ودعمها من طرف حكماء وشيوخ الفرجة، فكما عودنا المسرح على بث الامل يحتاج هو بدوره الى دماء الشباب وعنفوانه، ليستمر التجريب المسرحي العربي، ويبقى ما بقيت الحياة. وختاما فإن اليوم العربي للمسرح يوم يجتمع فيه شمل المسرحيين العرب، فتتقارب المسافات بينهم، يتبادلون فيه التهنئة والأماني، وأنا بدوري أقول لكل مسرحيي العالم العربي كل سنة وانتم بألف خير، متمنيا ان تذوب الحواجز بين المشتغلين في الحقل المسرحي العربي، وأن يحل العيد القادم وقد خرجت للوجود مؤلفات جماعية مسرحية مشتركة بين جيل الشباب الصاعد، بالإضافة الى أعمال ومعسكرات مسرحية تجمع الشباب من كافة أرجاء الوطن العربي. ليبق المسرح ما بقيت الحياة، ومع كل عيد عربي للمسرح يتجدد الأمل في ما هو آت.
الهذيل: مسرحنا سبق «اليوم العربي» ولا أعترف بالمسمى
أما الفنان الكاتب المسرحي أحمد الهذيل فيضيف: قناعتي حول ما يسمّى اليوم المسرح العربي، أنه لا يمكن تحديد يوم المسرح العربي وربطه مع تاريخ تكوين الهيئة العربية للمسرح قبل 11 عاما، فالمسرح العربي بدأ في نهاية القرن الثامن عشر مع مارون النقّاش بمصر، ولم يُحتَفَلَ طوال هذه الفترة الزمنية الطويلة الماضية بيومٍ للمسرح العربي، بل كانت كل بلدان الوطن العربي تحتفل مع بقية دول العالم الأخرى بيوم المسرح العالمي الموافق للسابع والعشرين من شهر مارس في كل عام، وأكرر وبشكلٍ شخصي عدم اعترافي بما تم استحداثه من قبل الهيئة العربية للمسرح احتفالاً بيوم المسرح العربي بأن يكون مربوطاً بتاريخ تكوينها، لأن المسرح بالوطن العربي كان قائماً وفاعلاً قبل وجودها.
الحمدان: المسرح العربي يتحدى الجائحة
بدوره يقول الكاتب والناقد المسرحي من البحرين د. يوسف الحمدان: في ظل تعثر المهرجانات والملتقيات والمؤتمرات المسرحية العربية، بل واستحالة إقامتها في أغلب الدول العربية بسبب جائحة كورونا التي عزلت العالم عن مناطق التوهج والتجلي في فعل الحياة الحي والتهمت الكثير من رموز وطاقات المسرح الخلاقة والمؤثرة خلال عام 2020، في ظل هذه الجائحة، أبى الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة إلا وأن يكون المسرح سدا منيعا وجبهة مقاومة حصينة وقوية لهذه الجائحة، منطلقا سموه برؤيته الحكيمة الثاقبة التي تجسدت في قوله الخالد: « نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة» وتتجسد هذه المقاومة في تهيئة كل مؤسساته المسرحية والثقافية التي اضطلعت بأدوار خلال عام الجائحة لم تقل أهميتها إن لم تتضاعف عن الأعوام السابقة، ففي الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب المبدع إسماعيل عبدالله تأجيل انعقاد الدورة الثالثة عشرة والتي كان من المفترض أن تحتضنها المملكة المغربية من 10 إلى 16 يناير 2021، وأبرز من خلال بيان مسبوك بالتحدي والإصرار الجهود التي قدمتها واضطلعت بها الهيئة خلال سنوات رحلتها المسرحية الثقافية، في الوقت نفسه دأبت الهيئة على تدشين مشاريعها المسرحية العربية دون توقف، وأصرت على أن تكون عونا حقيقيا فاعلا مؤازرا لكل مهرجان أو فعالية مسرحية تطمح أي مؤسسة أو جهة مسرحية ثقافية عربية في إقامتهما. وكما عودتنا الهيئة في تماسها الإنساني اللا محدود مع أهل المسرح في وطننا العربي، فإننا نتوقع، بل نجزم بأن كل من أخذه كورونا خلال هذا العام وخلّف بفقده في قلوبنا الألم والحسرة والحزن والأسى والفدح، سيكون موضع اهتمام لا حدود له به من قبل الهيئة في مهرجاناتها وملتقياتها القادمة.
النوه: إقبال كبير على «طاخ طيخ» وتطبيق الإجراءات الاحترازية
ويكمل المخرج سلطان النوه: لا شك بأن اليوم العربي للمسرح حدث نفخر به كثيرا كونه يعيننا كمسرحيين عرب ويعني أهمية هذا المسرح ومواصلة العطاء خلاله و حتى برغم التحديات التي قد تعترض استمراره وتقطعه إلا أن الحاجة إلى الاحتفاء به وتقديمه للجمهور أمر مهم ويؤسس لرفع قيمة هذا الفن لدى المشتغلين به ورواده ومتابعيه، وقد كان لنا بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء ومن خلال لجنة الفنون المسرحية وفترة الاحتفاء باليوم العربي للمسرح فرصة تقديم عمل اجتماعي بعنوان (طاخ طيخ) ناقش مجموعة من القضايا الاجتماعية بقالب فكاهي وملتزم وعلى مدى ٤ أيام متواصلة كان هناك حضور من الجمهور وبشكل مكتمل وبالرغم من أن الدخول بتذاكر (رسوم مادية) إلا أننا كنّا على وشك تقديم العرض في أيام أخرى نظرا للإقبال الكبير للحضور ومحدودية المكان بالنسبة للمقاعد والالتزام بالإجراءات الوقائية وهذا بدون شك مؤشر سعيد بالنسبة لنا ويعطينا انطباعا دائما بأهمية المسرح وأهمية الاحتفال به واستمراره.
الكديسي: لماذا تجاهلت جمعيات الثقافة اليوم العربي؟
ويضيف المخرج خالد الكديسي: العاشر من يناير اليوم الذي يحتفل فيه المسرحيون في كل أرجاء الوطن العربي بمعشوقهم المسرح بمناسبة اليوم العربي لكن هذا العام يأتي الاحتفال مختلفاً نظراً لما يجتاح العالم بسبب هذا الوباء لكن عزيمة المسرحيين لا يثنيها شيء وشاهدنا احتفالاتهم في كل البلدان العربية عبر رسائل مسرحية كتبت خصيصاً لهذا اليوم وعروض قدمت هنا وهناك.. لدينا مسرح عربي ومسرحيون عرب نفتخر بهم وبإنجازاتهم سواء في مجال الكتابة أو على صعيد الإخراج والتمثيل وبقية العناصر. نحتاج لمسارح جاهزة بكل التقنيات، لمسرح مصمم من البداية أنه مسرح وليس قاعة محاضرات.
ويتساءل الكديسي: سؤال تبادر لذهني وربما أكون مخطئا لم أشاهد أو أسمع في المملكة عن احتفال بهذا اليوم المسرحي من جمعيات الثقافة والفنون إلا من فرق قليلة بعكس الاحتفال باليوم العالمي للمسرح.. ترى ما السبب؟