Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أبوالغيط: أعوامي الخمسة في أمانة الدول العربية كانت صعبة للغاية

في لقاء مع القناة السعودية

A A

في لقاء مختلف اتسم بالعمق والوضوح استضاف الصحافي والمذيع السعودي طارق الحميّد، في برنامجه الموقف معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية د. أحمد أبو الغيط، تحدث فيها ترشيحه لخمسة أعوام جديدة بعد اعتزام القاهرة ذلك، كما تناولا فيها الحديث عن أمور رافقت المنطقة العربية وما جاورها بدءاً من أزمة ليبيا بداية توليه المنصب، كذلك الحديث عن الأزمة السورية واليمنية والدول المحيطة بالمنطقة إيران وتركيا، وصولاً للقضية الفلسطينية. وفيما يلي نص الحوار لمعالي أمين جامعة الدول العربية:

- طارق الحميّد: خمس أعوام مضت لكم كأمين عام للجامعة العربية كيف تقيمون الفترة التي انقضت، وأبرز التحديات على مستوى الجامعة العربية نفسها، خصوصا وأن معاليكم مرشح لفترة ثانية بإذن الله؟

- د. أحمد أبو الغيط: يعني لكي أكون أمين واعترف لك، يجب أن أقول أنها كانت خمسة أعوام صعبة للغاية، لأن الكثير من القضايا والمشكلات الضاغطة على الوضع العربي استمرت طوال الخمسة أعوام بدون تسوية بل بعضها ازداد حدة وزيادة في التعقيد، يعني على سبيل المثال كانت الأزمة الليبية مطروحة وموجودة عندما تسلمت المهمة في 2016/7/1، وما زالت ضاغطة على الوضع العربي، خصوصا أن الدور العربي فيها لم يكن بهذا القدر من الوضوح في محاولة التسوية، الوضع السوري والأزمة السورية واسميها المأساة السورية لا زالت موجودة، بل تعقدت بدخول عناصر وقوى دخول الاتحاد الروسي تواجد روسيا عسكريا على الأرض، تواجد الولايات المتحدة عسكريا على الأرض، تواجد الجيران بشكل اسميه تنمر الجيران المباشرين لسوريا سواء في تركيا أو إيران، الأزمة اليمنية ما زال التدخل الإيراني والانقلاب الحوثي واضح وعميق، ويهدد الاستقرار والأمن في جنوب البحر الأبيض المتوسط، هذه كلها ثلاث أزمات على الأقل ضاغطة جداً، وفي خمس سنوات لم نجد لها تسوية أو حل، تدخلات الجيران بشكل غير مسبوق في الفضاء العربي، إيران على سبيل المثال يردد القادة الإيرانيون وبعض المسؤولين الإيرانيين أن إيران تهيمن على القرار في عواصم عربية متعددة.

- طارق الحميّد: أربع عواصم عربية.

- د. أحمد أبو الغيط: تركيا موجودة عسكريا على الأرض في سوريا وموجودة عسكريا على الأرض في العراق، صحيح تركيا تزعم أنها موجودة على الأرض بطلب من الحكومة الليبية حكومة طرابلس وهي حكومة معترف بها دولياً، إلا أن هذا كله يمثل وضع غير مريح على الأقل، مثلاً عمليات الإغارة على منشآت النفط في المملكة شيء غير مسبوق ومرفوض تماماً ومدان والمجتمع الدولي أشار إليه، ولكن لا عقاب لا يعني محاولة للتصدي بقوة لهذا الكلام من قبل المجتمع الدولي، الذي هو المعني بهذا الكلام مجلس الأمن والسلم الدولي التابع للأمم المتحدة، كلها مسائل تعقد الصورة أمام الأمين العام الحالي للجامعة العربية.

- طارق الحميّد: معالي الأمين قدمتم مقاربة شاملة سنخوض فيها بالتفاصيل، لكن اسمح لي أن أسألك كيف تقيم الوضع العربي على إثر جائحة كورونا، وقد كان لكم مقال يحذر من تبعاته عربيا؟

- د. أحمد أبو الغيط: الجائحة هي أثرت على الوضع الدولي كله القوى العظمى والقوى الكبرى والقوى الصناعية تأثرت، ويمكن حتى تأثرت أكثر كثيراً من الدول العربية، المشكلة لدينا نحن العرب أنه الكثير من دولنا وشعوبنا فقيرة، و بالتالي أشهد حاليا صراع أو نزاع أو سباق للحصول على اللقاح، الأقوياء قادرين أنهم يشتروها، قادر أنه يشتريه ويلقح الشعوب، لكن ما الحال في الشعوب الفقيرة الصومال جزر القمر السودان مصر تونس المغرب الجزائر، فيه محاولات كبيرة جدا واجتهاد ليس له حدود من قبل الحكومات، والحكومات تتحمل مسؤولياتها وتحاول حل مشاكلها ولكن الضغوط المالية والاقتصادية تضغط على أوضاع هذه المجتمعات، من هنا الجامعة العربية سعت إلى المجتمع الدولي وإلى الأمم المتحدة لتنسيق الجهد الدولي بشكل يؤمن للشعوب العربية القدر المعقول من اللقاحات التي تستطيع أنها تحمي المجتمع العربي والإنسان العربي من هذه الجائحة، أتابع بدقة ما يحدث على المسرح العربي ويسعدني جدا أن اللقاحات بدأت تصل إلى شعوب وحكومات ودول لم يسبق لها الحصول عليها من قبل، منطقة الخليج لديها جاهزية وإعداد جيد استطاعت انها تعالج الوضعية التي وجدت نفسها فيها على مدى العام، لكن يبقى الأفقر محتاج لدعم من المجتمع الدولي ونحن في تواصل دائم مع الأمم المتحدة للبحث في هذا الأمر.

- طارق الحميّد: هل من مبادرة عربية-عربية تحت مظلة الجامعة العربية لضمان هذه اللقاحات ووصولها لمن يحتاجها في العالم العربي:

- د. أحمد أبو الغيط: لا هو الجامعة العربية مبكراً منذ أبريل 2020 أصدرت بياناً من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي مع المجتمع الدولي، المسألة يجري تسويتها على مستويين، مستوى ما بين الجامعة العربية ومنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة من ناحية لتأمين اللقاحات، على الأقل إعطاء الدول العربية حصص فيها وأسعار معقولة و بمساعدات مجانية من قبل المؤسسات الخيرية، وهناك مليارات وضعت تحت إمرة وتصرف الشركات لتقديم اللقاحات مجانا للدول هذا مستوى، المستوى الآخر وهنا الحكومات العربية تسعى لتأمين القدر الأدنى من احتياجات الشعوب وأرصد بدايات قوية للحصول على اللقاحات للشعوب المختلفة في المنطقة العربية.

- طارق الحميّد: طيب، معالي الأمين، من زاويتي كمراقب ارى المصالحة الخليجية العربية، واتساع معسكر السلام، واستحقاقات الملف النووي الإيراني، ومرحلة الادارة الاميركية الجديدة، ماذا يرى معاليكم من زاويته، وما معنى ما يرى، وزاويتكم هي الزاوية الأوسع، والأدق؟

- د. أحمد أبو الغيط: الإدارة الأميركية والرئيس بايدن وكبار مساعديه ومسؤوليه أعلنوا من البداية أن هذا الملف النووي الإيراني هو الملف الأكثر ضغطاً واهتماما وتعرضاً للاهتمام من قبلهم وهذا ليس بالأمر الغريب، ولكن ما يبدو أنه يعني توجه أميركي ولا أستطيع أن أستريح لهذا التوجه حاليا، هو أنهم يفكرون في العودة للانضمام للاتفاقية النووية الموقعة سنة 2015 (5+1) مع إيران، يعودون إليها دون تعديل في توجهاتها أو ما ينقصها من نقاط، ماذا يعني ذلك؟ دعني أشرح لك هذا الأمر الاتفاقية عندما وقعت كان تركيزها فقط على الملف النووي الإيراني وعلى تحجيم قدرة إيران على الحصول السلاح النووي على الأقل خلال ما بين 10 -15 عاماً و تحجيم قدرة إيران في استخدام أجهزة الطرد المركزي، ما نقص هذه الاتفاقية وكشفت عليه إدارة ترمب السابقة ونحن كعرب كان لدينا قلق دفين هو الأداء الإيراني في الإقليم، الاتفاقية مكنت إيران من استعادة أموال مجمدة (مليارات) هذه المليارات ربما تستخدم في أداء لتمويل في الإقليم وتصرفات في الإقليم تعرض أمن واستقرار الإقليم للاهتزاز مثلما يحدث في اليمن على سبيل المثال، هذا الأداء الاتفاقية لم تتحدث فيه.

- طارق الحميّد: معالي الأمين كنت تتحدث عن الملف النووي الإيراني والدور الإيراني في المنطقة ونشاطها، تفضل.

- د. أحمد أبو الغيط: بالإضافة إلى الأداء، أتيك إلى موضوع الصواريخ نفسه بمعنى أن إيران تطور قدرات صاروخية ومسيرات وصواريخ كروز بشكل أصبح له تهديد في الإقليم، وبالتأكيد ما حدث في 2019 في منشآت النفط أو ما حصل في بعض الموانئ في الإمارات، هذا كله يكشف أن هذه القدرات تستخدم استخدام ضار بالجيران وهذا بُعد ثاني، هاتين النقطتين والتي هي نقطة الأداء والصواريخ يجب أن تبحث وتبحث بشكل يمكن أن نجد اتفاقية شاملة لا تلحق أذى بأي من الأطراف الموجودة في الإقليم، وهناك بُعد ثالث كيف يتم نقاش هذا الموضوع وأطراف الإقليم غير موجودة، يعني أنا شخصيا أتصور أن دول قوى مجلس التعاون يجب أن تكون موجودة في مثل النقاش ومثل هذه المفاوضات والمشاورات، عندما كنت وزيرا للخارجية المصرية كنت دائما أُصمم أن مصر والأردن باعتبارهما عمق الخليج والجزيرة يكونا موجودين في عمل متكامل في أي نقاشات قادمة كان في وقتها مع إيران، كل هذه المسائل يجب أنها تأخذ أو تحظى بعين الاعتبار من جانب الولايات المتحدة، الجانب الأميركي وفي متابعة دقيقة لنقاشاتهم وتصرفاتهم وأدائهم يقولون سوف نفتح النقاش على إيران، فيأتيهم ردود فعل إيرانية آخرها الثلاثاء عن فلنبدأ بخطوات متناسقة ومتوازية، هذه كله إذا ما كان في إطار محسوب بدقة ورأي دول الجوار والدول العربية ودول الجامعة موضوع على المائدة، آثاره غير طيبة ويمكن أن يعطي قدرات أو يدفع بالأطراف العربية لمواقف لا ينبغي أن تكون، نحن لا نريد سلاح نووي في الإقليم بكامله سواء على الجانب الإسرائيلي أو على الجانب الإيراني، لأن هذا يضع الدول العربية في أوضاع لا تحسد عليها وقد يدفع بها لخيارات لا ترغب بها هذا هو تحليلي للموقف حتى هذه اللحظة، يجب على الجانب الأميركي في بدء تناوله للأمر أن يحسب خطواته بدقة لأن الخطوة الخاطئة قد تقود إلى عواقب ونتائج خاطئة، أنا طبعا متابع المبعوث الأميركي لإيران "روبرت مالي" له يعني باع كبير في هذا الموضوع وكان يعمل مع وزير الخارجية "جون كيري" في وقتها سنة 2015، ويجب أنهم يعوا التحسبات التي تحدث بها البعض وما زال على مدى السنوات الأربع الأخيرة.

- طارق الحميّد: ألا تخشى تكرار ما حدث في فترة الرئيس أوباما، كون هذا الفريق هو تقريبا من تلك الفترة فيما يختص في الملف النووي؟

- د. أحمد أبو الغيط: أتمنى أن الجانب الأميركي يتنبه لخطورة الوضع ويتنبه لوجهة النظر العربية، وجهة النظر العربية يجب أن تؤخذ بالحسبان لأنه إذا دفع بالعرب خارج النقاشات ولم تؤخذ الرؤى العربية والأفكار العربية في الحسبان، فهذا يمثل خطأ جسيم يؤدي لان الاتفاق يولد اعرج كما كان في السابق.

- طارق الحميد: هذا يقودني لمقالكم الاخير الذي نشر في صحيفة الشرق الاوسط وكان معاليكم يتحدث فيه إلى قارئ مستهدف، هل كان المستهدف هو الرئيس الامريكي جو بايدن؟

- د. احمد ابو الغيط: طبيعي، الرئيس والادارة، هي كانت ادارة قادمة جديدة، المقال صدر اتذكر في 25 يناير، منذ اقل من سبعة ايام، لانه انا شخصيا شاركت في ندوة لقمة بيروت حول ما هو المنتظر وجاءني احد المشاركين الامريكيين في الندوة وهي كانت عبر الفيجيو كونفرانس، وقال ضعوا رؤاكم كعرب على مائدة هذه الادارة القادمة ، ففكرت لن نفعل ولكن ان اكتب المقال ونضعه امامهم ونرى ما هو الموقف، ادارة الرئيس اوباما في تقديري المتواضع اخطأت اخطا فادحة في تناولها موضوعات الشرق الاوسط في الفترة من 2009 إلى 2015 ، هذه الاخطاء الفادحة واراها اخطاء فادحة، ادت إلى اتفاق نووي اعرج، خرجت منه الادارة التالية، ادت إلى تقارب امريكي ايراني على حساب العرب وهم حلفاء لا يضمرون إلا الخير للمجتمع الدولي وللولايات المتحدة، هذه الاخطاء وضعت دولة العربية ونسيجها الوطني تحت ضغط هائل ادى إلى تشريح بعض هذه الدول وسقوطها بشكل حاد في يد التدخلات الاقليمية الخارجية وبالتالي كتبت هذا المقال تحديدا لالفت النظر لها وعواقبها للحظر من تكرارها ، وانا شخصيا اعتقد ان الرئيس بايدن بتجربته المتراكمه وانا اعرفه منذ اكثر من 30 عاما وهو رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ عندما كنت سفيرا او مندوبا دائما او عضوا كبيرا في الوفود المصرية، ما ارغب في قوله ان هو نفسه لا يغيب عنه اخطاء العشر سنوات الماضية والمأساة التي هذه التصرفات قادت الى اوضاع في الامة قضت على الدولة الوطنية وهددت الكثير من الدول الوطنية العربية بالاندثار والاختفاء، فالمقال في الاساس كان يستهدف التفكير الامريكي

- طارق الحميد: المقال يحتوي على تفاصيل خطيرة، اريد ان اسال سؤال ثم نأخذ فاصل، هل تواصلت معك الادارة الجديدة كأمين الجامعة العربية قبل المقال او بعد المقال، لانه اشتمل على رسائل كثيرة كما هو واضح.

- د. احمد ابو الغيط: لا لم يحدث ذلك، المقال كما تقول ثقيل الوزن ويحتاج إلى دراسة وتقييم، المقال لم يمضي عليه اكثر من ايام، تقديري انهم بيبلغوا العربي انه نحن في تركيزنا لنا اولويات هذه المرة لا تعرضكم ليدنا، لكن التفاعل والتعامل مع ايران سيعرضنا نحن العرب للخطر، ساضرب لك مثل قبل الفاصل، يوجد مثل اوكراني كان دائما مندوب اوكرانيا في الامم المتحدة عندما كنت هناك كمندوب دائم يردده ، يقول قيس ألف مرة للقماشة التي تمتلكها واقطع مرة واحدة، وبالتالي مطلوب منهم ان يقيسوا الف مرة قبل التحرك،

- طارق الحميد: معالي الامين، قيس الف مرة وقص مرة واحدة، هكذا كنت تقول

- د. احمد ابو الغيط: هو فعلا كذلك، وبالتالي الرأي المخلص الذي اوجه إلى الادراة الامريكية، لان المسألة ماهي؟ انت تستطيعي يا ادارة انت تعودي للنقاش ولكن يجب ان تعودي للنقاش مع ايران مع وضع مشروطيات واضحة محددة ولا ينبغي ان يردد البعض ان ايران اصبحت على العتبة النووية لان هذا امر بالغ الخطورة،

- طارق الحميد: تقصد تصريحات وزير الخارجية الامريكي

- د. احمد ابو الغيط: تصريحات وزير الخارجية والمقالات التي يرددها الاعلام الامريكي المسرب له هذه المعلومات، هذا كلام خطر للغاية، لان هناك طرف اسرائيلي ، وهذا الطرف الاسرائيلي، صحيح كثيرا ما يعمل بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة لكن احيانا مصالحه تضغط عليه إلى الحد ان يتصرف بمعزل عن الولايات المتحدة ، فلا احد يعلم إلى اين سيذهب، وبعدين في دولة جاره اخرى تسعى حاليا إلى اداء امبراطوري يعود بها 100 سنه سابقة وهي تركيا العثمانية او تركيا الاردوغانية ، تركيا بدأت تردد ولماذا لا تسعى تركيا نووية عسكرية او هكذا ردد بعض المسئولين الاتراك ، انا قرأت تقرير مساء امس عن زعم لصحيفة هندية ان باكستان – لعله دس او يقترب من الدس الهندي إلى باكستان – هذا الادعاء في التقرير الصحفي يقول ان الباكستان تساعد تركيا على معرفة نووية ما ، استطيع ان اوكد لك ان هناك تصريحات عربية كثيرة اننا نحن العرب اننا لن نكون الوحيدين المعرضين للتهديدات من هذا الجار او ذاك

- طارق الحميد: بمعنى ، لسنا نحن الوحيدين

- د. احمد ابو الغيط: بمعنى ان العرب اذا سمح لايران بالحصول على قدرة نووية ، وانا كتبت هذا الكلام في كتاب "شهادتي على الحرب والسلام" انه لا يمكن ان يسمح لايران ولتركيا بذلك ومصر المملكة العربية السعودية لا يستحوذا على نفس القدرة

- طارق الحميد: انت تحظر من سباق تسلح

- د. احمد ابو الغيط: طبيعي ، وسباق التسلح فرض نفسه على المنطقة ، هو اليوم المسيارات التي تستخدم سواء القدرة الهائلة لها ، وهذه ليست قدرة لمجرد الدفاع ولكن استخدمت في الهجوم والتجاوز والتعدي على اطراف عربية محددة ، وبالتأكيد سفن النفط التي هوجمت في بحر العرب او مضيف هرمز او في مواني الشارقة والمنشأت النفطية السعودية كل هذه مسائل لا تغيب عن المتابع، وهناك ايضا تركيا ، فهي لديها مسيارات اصبحت ايضا في اتجاهات كثيرة سواء في اذربيجان وارمينيا وشرق المتوسط او غيره

- طارق الحميد: معالي الامين في هذه الايام صدر بيان ثلاثي من ايران وتركيا وروسيا تؤكد سيادة سوريا، لا اعلم كيف لاطراف خارجية تؤكد سيادة بلد كما تفضلت في البداية وجود امريكي ودول اخرى، وانت حريص دائما على هيبة الدولة، اي سيادة بقيت في هذا الحال. وكيف ترى الدور الروسي في المنطقة الان؟

- د. احمد ابو الغيط: تمام، كلماتك تؤشر إلى واقع مأساوي ان الدولة الوطنية السورية اصبحت مقطعة الاوصال وخاضعة لتأثيرات من كل الاطراف اقليمية ودولية، عندما تقول اسرائيل انها ضربت مواقع في سوريا وهم يقصدوا طبعا مواقع ايرانية في سوريا، 500 مرة في 3 سنوات شئ مزعج لاي انسان يستشعر الحاجة للدولة العربية الوطنبة قادرة عن الدفاع عن نفسها وتأمين سكانها، اليوم لا يقل عن 10 مليون مواطن سوري نازح داخل سوريا او مهاجر خارج سوريا، هناك كما اسلفت في بداية الحديث تواجد داخلي من كل الانواع، تواجد روسي وعندما نتحدث عنه يقال انه بطلب من الحكم المعترف به دوليا والذي يجلس في مقعد سوريا في الامم المتحدة وهو حكم الرئيس بشار في دمشق ولكن هو تواجد يجذب تواجد اخر اسمها لتواجد الامريكي، وهناك ظهور امريكي واضح جدا على الارض السورية خصوصا في الشرق، هناك تفسخ للوطن السوري متمثلا في ان الشمال الشرقي اصبح خاضع للتوجهات الكردية بالكامل وهناك الشمال الغربي للجماعات الثورية والتواجد التركي الروسي المشترك، هناك دوريات مشتركة داخل سوريا في ادلب، هناك التواجد الامريكي في الجنوب، هناك ايضا عناصر من الحلف الاطلسي، صحيح لا يعلنوا عن انفسهم لكن هم موجودين على الارض في سوريا، طبعا وضع مأساوي بدأ مع 2011 ، ووضع بدأ مع انزواء الدور العربي من ناحية، يمكن اطلاق عليه عدم نجاح العمل العربي لاقناع الحكم بالعمل العاقل المتوازن نحو لم الشمل السوري الداخلي ، فترك لكل من هو صاحب رغبة او صاحب اطماع ان يتدخل في سوريا ، ترى خطورة داعش وما يطلقوا عليها دولة اسلامية وهي ليست دولة اسلامية، هي دولة ارهابية في سوريا والعراق واحتلت مناطق هائلة من الشرق السوري ومساحات هائلة من العراق، إلى ان تم حصرها وتضيق الخناق عليها واضعافها اضعافا شديد، وبالتالي هذا هو الوضع الذي يجب علينا كعرب ان نفكر كيف نستطيع ان نستعيد هذه الدولة الوطنية مرة اخرى ، استعادتها يجب ان يبدأ من رفع الايادي الخارجية، يجب من الاستعداد لابداء التفاهم بين الاشقاء داخليا ، التفاعل الداخلي الداخلي في سوريا بشكل يفتح الطريق، وللاسف محاولة التوصل إلى لجنة دستورية تحقق توافق على دستور سوري في جنيف توقفت ولم تحقق اي اختراق، الكثير يتوقف على رؤية الحكم، الحكم يرى ويتصور ان التسوية يجب ان تأتي من خلال انتصار شامل كاسح على الارض السورية

- طارق الحميد: ما الذي تبقى في سوريا ليكون هناك انتصار

- د. احمد ابو الغيط: تمام تمام، المسألة خطورتها انه يجب ان تقضي على كل طرف معارض لكي تتدعي انه يتم لك الانتصار، وهذا امر خطر للغاية ، يجب التوصل إلى تسوية سياسية دستوية متوافق عليها بين كل الاطراف السورية تفتح الطريق لاستعادة التوافق الداخلي واستعادة الدولة الوطنية وخروج كل القوى الاجنبية من داخل سوريا،

- طارق الحميد: معالي الامين كنا نتحدث عن الاوضاع في المنطقة وتتحدث عن تركيا وايران وروسيا وسوريا وضياع الدولة العربية في بعض المناطق، سؤالي هل من خطة عربية اليوم او بمبادرة من الدول العربية لاعادة استلام الامور مرة اخرى للمبادرة ام تعتقد ان الامور باتت معقدة في التدخل الخارجي في منطقتنا

- د. احمد ابو الغيط: حتى هذه اللحظة في ارهاصات واطروحات لكن لا يوجد جهد جماعي استراتيجي مشترك ، اتصور واقدر ان هناك حاجة لما يسمى ائتلاف قوى عربية، القلب ، اذا تمكنت مجموعة صغيرة وفعالة من القوى العربية لجمع الشمل والتفاهم على اطار استراتيجي بمفاهيم واضحة محددة وتحدثوا بها إلى باقي المجموعة العربية، وتم تبنيها في قمة والتمسك بتنفيذها ، ويكون لديها ألية ، اتصور اننا نستطيع تجاوز الوضع الضاغط على الامة حاليا، حتى هذه اللحظة هناك تعاون مصري سعوددي اماراتي، هذا التعاون من الهام ان يتم توسعته ليشمل قوى عربية ذات تأثير، وهناك قوى اخرى مثل الاردن والعراق والمغرب والجزائر، هذه قوى عربية ذات قادرة على التأثير والمساهمة النشطة في بناء هذه الاستراتيجية العربية، اذا ما تم هذا التوافق يمكن اطلاقها والتفاعل والتعامل على اساسها، وما هي المسألة، المسالة وهي ورقة قمت بتوزيعها كأمين عام في 2017 على الدول الاعضاء وتحدثت فيها في اكثر من قمة، هي ان الدول العربية – وهو امر طبيعي – تمتد على 11 ساعة زمن مابين مسقط في الشرق إلى اقاصي المغرب في الغرب، كل طرف عربي يستشعر برؤية مختلفة للتهديدات، في شمال افريقيا هناك تهديدات من تنظيم ارهابي او تنظيمات ارهابية، وهناك منظقة الصحراء والساحل والجماعات المتأسلمة التي تهدد دول مثل مالي ونيجيريا والنيجر ومورتانيا وجنوب الجزائر وليبيا، هناك في المشرق تهديدات من اسرائيل هناك في الخليج تهديدات من ايران، فالتهديدات للاطراف العربية المختلفة بتختلف، نحن لا ينبغي ان نضع تهديد ونقول ان هذا اولوية اولى وهذا اولوية ثانية وثالثة، التهدديدات يجب تناولها نفس المستوى بنفس الخطورة حتى يستريح الجميع، نحن في المغرب العربي او المشرق العربي او في الخليج ومنطقة وادي النيل والمياة جميعا تهديداتنا متكافئة وعلى قدم المساواة ونتفاعل معها جميعا ككتلة واحدة قادرة على اننا نفرض على الاطراف الخارجية ان يراعوا مصالحنا، اذا حققنا هذا يبقى مثلنا نجاح كبير للعمل العربي المشترك

- طارق الحميد: معالي الامين سؤالي التالي سيكون عن القضية الفلسطينية، قضية القضايا وساطرح سؤالي بشكل دقيق ومباشر، القضية الفلسطنية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو قضية القضايا، سؤالي سيكون مختلف، وهو ليس ما على العالم والعرب فعله، ما الذي على الفلسطينين انفسهم فعله لتحريك هذا الملف بجدية خصوصا بعد اتساع معسكر السلام في المنطقة

- د. احمد ابو الغيط: ياطارق الرد لا يتحتاج لثانية تفكير، لا احتاج للحظة تفكير وهو الوحدة الفلسطينية ، لا تقل لي انه من 2007 حتى اليوم مايقارب من 13 او 14 عام وهناك انقسام فلسطيني حتى الان، وحاول العرب وحاولت مصر لم الشمل ، عليهم في الاجتماعات القادمة في القاهرة في الايام القادمة خلال اربع او خمس ايام ان يوحدوا عملهم الوطني ان يتفقوا على قاعدة وينطلقوا منها، القاعدة هي ميثاق المنظمة، منظمة العمل الوطني الفلسطيني ، منظمة التحرير الفلسطينية ، عليهم ان يقبلوا بهذا الميثاق بكل قواعده ويتفقوا على انهم يتنافسوا في الانتخابات ولكن لا يتعارضوا الى الحد ان يستفيد الخصم من خلافتهم، شخصيا أنا وعلى مدى عشرة اعوام اكرر ان اسرائيل تعيش شهر عسل لان الانقسام الفلسطيني ادى إلى هذا الوضع ان لدينا سلطة في الضفة الغربية في رام الله، وحكم في غزة مستقل، يجب ان يوحدا الجهد، يجب ان تعود غزة والضفة الغربية وحدة واحدة وبالتالي لا تستطيع اسرائيل ان تلعب عليهم مثلما لعبت على مدى الـ13 عام الاخيرة وليس فقط اسرائيل والقوى الخارجية، فالقوى الخارجية تلعب في هذا الملف للانقسام.

- طارق الحميد: هل تتوقع انجاز ذلك في 3 ايام، 3 ايام يعني تحتاج إلى كثير من التفاؤل والعمل

- د. احمد ابو الغيط: فعلا انا شخصيا كنت اقترب من هذا الملف بالكثير من التحسب، والكثير من الشك، والكثير من التردد، دائما وعلى مدى سنوات لدي شكوكي، ولكن – وهذه نقطة في غاية الاهمية أخ طارق – السكين على العنق الفلسطيني، الدولة الفلسطينية التي نحن جميعا عملنا لها ومفهوم الدولتين، دولة فلسطينية ودولة اسرائيل يعيشا جانب بعضعم البعض مثلما قرار الامم المتحدة ومجلس الامن اشار إليه في 2002، هذا الهدف بينزوي، لماذا، لان اسرائيل تحصل على الارض وتأكلها رويدا رويدا، علينا ان نوقف هذا التدهور، وقف هذا التدهور يكون في الوحدة، التوافق على عمل مشترك، انتخابات ، ظهور سلطة فلسطينية حيوية قادرة على ان تقول لاسرائيل والولايات المتحدة المجتمع الدولي والرباعي الدولي، علينا الان ان نمضي الان في طريق بناء فكرة الدولة الفلسطينية والتسوية على اساس الدولتين، اذا اسرائيل لا ترغبي في ذلك وتناوري وترواغي فعلى الاقل امام المجتمع الدولي لقد حاولنا، واذا فشلت المحاولة فلننتظر بعض الوقت وسيكون لدى الفلسطينين الاغلبية على الارض في ارض فلسطين مابين النهر والبحر، الفلسطينين اليوم عددهم في هذه المنطقة ما يقرب من 7 مليون والاسرائيلين 7 مليون، بعد 15 سنه سيصبح الفلسطينين 10 مليون والاسرائلين 7 مليون، بعد 20 سنه الفلسطينين يصبحوا عددهم 15 مليون واسرائيل 8 مليون، والاغلبية للفلسطينين، وبالتالي عايزين تتحدثوا على ديمقراطية ام على دولة ابرتاهيد – فصل عنصري – دولة فيها عنصر حاكم وعنصر محكوم ، المجتمع الدولي والعرب والمسلمين رافضين له، وبالتالي المفتاح هو الوحدة الفلسطينية ، هو تجديد الحيوية الفلسطينية.

- طارق الحميد: هنا انا اتوقف، تجديد الحيوية وظهور الشباب، هذه تفاصيل وعادة الشيطان في التفاصيل خصوصا في القضية الفلسطينية من ناحية القيادات، هل تعتقد ان هناك قابلية فلسطينية لاستيعاب ذلك ، الحاجة تلح لكن هل تعتقد ان القيادات الفلسطينية الحالية واعية لاهمية التجديد؟

- د. احمد ابو الغيط: القيادات الفلسطينية قيادات وطنية وناضلت واستشهد الكثير منها ولا ينبغي ان يفوتنا معاناة الفلسطينين ومعاناة الشعب الفلسطيني وقياداته معه، وبالتالي القيادة مطلوب منها اضاءة الطريق والقاء الضوء واخذ القيادة اي ان تندفع إلى الامام ويتبعها الشعب، القيادة مطلوب منها في هذه اللحظة الصادقة مع النفس ان تقود، وانا شخصيا قارئ متعمق في التاريخ الانساني، هناك قيادات لمجتمعات قادت مجتماعتها للخروج من ازمة طاحنة، لا اعلم اذا قرأت كتاب "شاهد على الحرب والسلام" ام لا ، الكتاب الذي اعددته على حرب اكتوبر وعملية المفاوضات مع اسرائيل، الرئيس السادات بجسارة وقوة دخل الحرب ثم دخل السلام، لكل قائد مسئوليات، ولكل قيادة مسئوليات، هذه المسئوليات تفرض عليها ان تنطلق في طريق المصلحة العامة للمجتمع، واتوقع ولا استبعد اطلاقا ان القيادات الفلسطينية تسعى في هذا الاتجاه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store