في خضم الأحداث السياسية المتلاحقة، وتطورات كورونا الماحقة، خرجت الصحف والمواقع تبشر بنجاح عملية ترميم أنف «حورية فرغلي»!. والحاصل أنني ظللت أبحث عن السيرة الذاتية لحورية، متوقعاً أن تكون من سلالة أبي الهول الذي فشلت حتى الآن عمليات ترميم أنفه! وفي أثناء البحث علمت أن «حورية» كانت قد وقعت من فوق ظهر الحصان، ومن ثم سافرت الى شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية وخضعت لجراحة دقيقة استمرت 9 ساعات كاملة!.
والواقع أنني لم أعترض على ركوبها الحصان أساساً، حيث كانت تجري تمرينات «مهمة» على الفروسية، ولا عن المكان الذي حصلوا منه على قطعة العظام المناسبة من قفصها الصدري في زمن كورونا وما تفعله في صدور البشر، ولا عن المستشفى الذي أجريت فيه العملية، فيما ينشغل الناس هناك بمعالجة كورونا، لكنني «اتفرست» من طريقة تناول الصحف والمجلات والمواقع لأخبار حورية!.
أخيراً علمت أن حورية فرغلي، هي ممثلة شاركت في فيلم «طلق صناعي»، ثم أصابها الحسد فوقعت من فوق ظهر الحصان، وتعرضت للإصابة! فلما خرجت للناس بمناخيرها المصابة، سخر البعض من شكله أو شكلها، فقررت إجراء عملية الترميم، ثم شاهدها المنتج محمد السبكي فأقنعها بالظهور في 3 مشاهد فقط بفيلمه الجديد «حملة فرعون»!
لقد تحملت حورية الكثير والكثير من أجل الجماهير! هكذا قالت إحدى المجلات، وهي تعلق على خبر عودة حورية فرغلي، لتنهي موجة التعليقات القاسية!.
وقال موقع عربي «محترم» إن عودة حورية بعد ترميم أنفها أضاف إليها جمالاً آخر! وقالت صحيفة يومية لها تاريخ، إن القدر كان يخبئ لجمهور حورية مفاجأة سارة حيث عادت بهذا الشكل، لتشارك في «حملة فرعون»!
والواضح أنني مع تكرار اسم أو جملة «حملة فرعون» عدت للاطمئنان على أنف أبي الهول الذى تم تدميره بواسطة مدفعية جنود نابليون، كما تقول إحدى الروايات، وعلى يد البريطانيين كما تقول أخرى، وللأسف لم يكن الحال مطمئنا!.
لقد خضع «أقدم مريض في التاريخ» لعملية ترميم حيث يحتاج جسمه المنحوت من صخرة في هضبة الأهرام قبل 4500 عام الى ترميم مستمر، لكن نتائج هذه العملية لم تحظ بما حظي به أنف حورية فرغلي!!، سألت عن السبب فقيل لي إن حورية كانت ملكة جمال، ومن ثم فهي مطلوبة جماهيرياً، وربما سياحياً، قلت لكن أبا الهول يمثل كما يرى البعض الملك خفرع الذي عاش وحكم مصر في الفترة الممتدة منذ عام 2575 قبل الميلاد إلى عام 2465 قبل الميلاد.. ميلاد المسيح عيسى بن مريم، لا ميلاد حورية فرغلي!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
