Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

السمنة لدى الأطفال لها آثار سلبية صحيا ونفسيا

السمنة لدى الأطفال لها آثار سلبية صحيا ونفسيا

د. الأغا: الأكل الصحي والرياضة تجنبان زيادة الأوزان

A A
لزيادة الوزن والسمنة آثار سلبية على صحة الأطفال، وتسبب لهم أمراضًا مزمنة تستمر معهم طوال حياتهم، كما تكون سببًا في مشاكل نفسية متنوعة خاصة مع استمرار التنمر الذي يتعرضون له بالبيت أو المدرسة وتحولهم إلى مادة للسخرية في أي مكان يتواجدون فيه.

ويمكن تعريف السمنة أنها زيادة بشكل ليس طبيعي في كمية الدهون بالجسم، وفي حالة زاد وزن الطفل عن 15% مقارنة بالطفل الطبيعي الذي يعادله في الطول والعمر فيعتبر بدينًا.

ويَكمن خطر السمنة في أن الخلايا الدهنية المتضخمة هي خلايا مريضة تفرز مواد شبه هرمونية في الجسم، وتؤدي للإصابة بأمراض السكري والضغط وما يترتب عليهما من أمراض قلبية، بالإضافة إلى إصابات المفاصل بأنواعها.

ومن أكبر الأخطاء التي تقع فيها كثير من الأسر، التنمر على الطفل المصاب بالسمنة ليضاعفوا معاناته ويدخلوه دائرة مفرغة لا يستطيع الخروج منها طوال عمره، تتمثل في غياب الثقة في النفس والشعور بالذنب والاقتناع أنه "سمين" وأن هذا الواقع لا يستطيع تغييره فيفرغ طاقته في تناول الأطعمة وخاصة المضرة منها ويغيب عن الأنشطة الحركية ليتجنب الاحتكاك بأي شخص يمكن أن يتنمر عليه.

وبحسب دراسة أمريكية فإن السخرية قد تكون في بعض الأحيان دافعًا للطفل أو المراهق، في الالتزام بنظام تغذية مميز، يساهم في إنزال وزنه، ليتخلص من تلك المنغصات، لكنها في الواقع تؤدي لعكس ذلك في الكثير من الأحيان، أي أن تأثيرها ليس فقط على العامل النفسي للطفل، لكنها أيضًا تؤدي لزيادة الوزن.

وحسب دراسة علمية حديثة نشرتها "مجلة السمنة عند الأطفال" الأمريكية، فإن من تم الاستهزاء بهم من الأطفال بسبب وزنهم الزائد، فقد زاد المؤشر الخاص بالكتلة الجسمانية لديهم بما يقارب من 33% سنويًا أكثر من غيرهم البدينين، إلا أنه لا يتم الاستهزاء بهم، بجانب معاناتهم من ارتفاع حجم الدهون في أبدانهم بنسبة 91% مقارنة بأطفال آخرين لا يتعرضون لمضايقات، وبشكل أكثر حدة.

وللسمنة أسباب مختلفة لا تتشابه بين طفل وآخر، منها: التنظيم السيئ للغذاء وتناول الطفل للأطعمة بكثرة دون ضوابط، وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، وتناول الطعام أمام التلفاز أو الحاسوب أو الألعاب الإلكترونية، وعدم اهتمام الأهل بنوعية الأكل الذي يأكله الطفل، وإعطاء الطفل الحلويات كمُكافأة أو كتعزيز لسلوك جيد قام به.

كما يساعد في زيادة نسبة السمنة لدى الأطفال؛ تمييز الوالدين لطفل دون آخر، واللجوء للأكل عند الشعور بالغضب، والعلاقة التي تربط الأطفال مع أقرانهم بالمدارس وشعورهم بأنهم ليسوا مرغوبين بهم عند غيرهم، ووجود خلل في الجو الأسري، ومعاناة الطفل من أمراض في الغدد الصماء، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي يكون من آثارها الجانبية فتح الشهية بشكل غير طبيعي، وبعض العمليات الجراحية كاستئصال اللوزتين، والسمنة الوراثية.

وفي حالة شك الوالدين أن طفلهما مصاب بالبدانة فيجب عليهما اللجوء إلى الطبيب الذي يقوم عادة بحساب نسبة طول الطفل إلى وزنه، ويتم بعد ذلك مقارنة النتيجة بجدول النمو في الجزء الخاص بعمر طفلك ونوعه، وذلك لكي يتم تحديد درجة السمنة إن وجدت.

وكما أن أسباب السمنة متنوعة فإن العلاج أيضًا يكون مختلفًا من حالة لأخرى، ولذلك فإن الطبيب سيلجأ إلى إجراء بعض الفحوصات لتحديد سبب السمنة، ووضع البرنامج الغذائي المناسب لحالة الطفل.

من جهته أوضح الدكتور عبد المعين الأغا أستاذ الغدد الصماء وسكري الأطفال بجامعة الملك عبد العزيز، أن من أبرز الآثار النفسية بسبب السمنة، هي الاضطراب النفسي من نظرة الآخرين سواءً زملاء المصاب بالسمنة أو إخوته، مما قد ينتج عنه عداء وأمور غير مرغوبة، بالإضافة إلى أنه يتسبب في عدم التفوق الدراسي، والشعور بالنقص، وبالتالي يؤدي للانعزال عن المجتمع.

وكشف الدكتور الأغا عن بعض الأمور التي تساهم في تقليل السمنة لدى الأطفال، ومنها التوعية الإعلامية والمدرسية عن الأكل الصحي، وممارسة الرياضة، وعدم شرب الغازيات، وعدم أكل الوجبات السريعة، والابتعاد عن الشوكولاتة والحلوى، والتركيز على الفواكه والخضروات والبروتينات، والاعتماد على الدهون النباتية، وعدم الإكثار من النشويات ذات سعرات مرتفعة، وعدم أكل المقليات، والتركيز على الأكل المسلوق والمشوي، والاكتفاء بالوجبات الرئيسة.

وشدد الدكتور الأغا على ضرورة التوعية للأطفال بالنمط الصحي الغذائي، وحث الأمهات على الرضاعة الطبيعية لأطفالهن، لما لها من فاعلية في عدم زيادة الوزن، موجهًا نصائحه بالأكل الصحي، خاصة الفاكهة والخضار والعصائر، والأجبان قليلة الدسم، واتباع حمية صحية لا تتسبب بسرعة فقدان الوزن لما لها من أمور سلبية على صحة الإنسان.

وطالب الدكتور عبد المعين الأغا العائلة لإطعام أطفالهم الألياف والنشويات والبروتينات الحيوانية والنباتية، كونها تحارب السمنة، وتجنب الأكل أمام التلفاز، والاهتمام بالرياضة والإكثار من شرب الماء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store