Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

شوارع جدّة.. ما لا نراه وما نراه!!

A A
لديّ سؤال هو: متى شاهَدْتَ فِرَق صيانة شوارع الأحياء الفرعية في جدّة آخر مرّة؟ وأقصد صيانة أسفلت الشوارع المهترئ، وأرصفتها المعطوبة، وأعمدة إضاءتها المحروقة، ومزروعاتها المُهمَلَة؟ وأماكن تجمّع أمطارها ومياهها الطافحة بأضرارها البالغة؟

لا تُجِب منذ أيّام أو أسابيع أو شهور فالجواب خاطئ، لكن إن أجَبْتَ منذ سنوات فـ«عفارم» عليك وإجابتك صحيحة، وكلّما زاد عددُ السنوات كلّما كانت إجابتك أكثر صحّة، وأقرب للعلامة الكاملة التي هي ١٠٠ على ١٠٠!.

وقد أصبحت وأضحت وأمست شوارع الأحياء مثلاً ساطعاً للتشويه البصري والسمعي، ولا حياة لمن تُنادي حتّى لو ناديْتَ طيلة السنوات التي لم تجر فيها الأمانة أي صيانة لهذه الشوارع!.

والصيانة هي ما لا نراه في شوارع الأحياء، فما الذي نراه فيها؟.

بسيطة، نرى مراقب الأمانة يأتي للمساكن ليُغرّم أصحابها إذا خالفوا اللوائح البلدية، طيّب لماذا لا تُغرّم الأمانة نفسها وهي قد خالفت اللوائح البلدية بعدم إجراء الصيانة؟.

ونرى موظّف شركة الكهرباء وهو يقرأ عدّادات المساكن، ثمّ بعد ٦ أيّام تأتي الفاتورة لأصحابها، وهي بسبب ارتفاعها يُصابون بالاكتئاب والضغط والسكّر!.

ونرى عدّادات شركة المياه وهي تدور قليلاً ثمّ تأتي فواتير مرتفعة القيمة لأصحاب المساكن تجعلهم يحتجّون ويحتجّون ثمّ يلتمسون ويلتمسون!.

ونرى شركات الإنترنت وهي تُكسّر الأسفلت لتمديد أليافها البصرية وتترك الشوارع مثل الوجه المجروح، ثمّ تُفوتر أصحاب المساكن بمئات الريالات!.

ونرى بجوار حاويات النفايات «تسعطعشر» قطّة وجُرذا وذبابة ووزغة وبعوضة وخُنفسانة ونملا أحمر وأبيض وأسود، هيئة أمم حيوانية وقوارضية وحشراتية!.

ونرى عامل النظافة وهو إمّا مُخلِص «حائص» في تكنيس القاذورات الكثيرة التي خلّفها النّاس، أو غير مُخلِص وواقف ينتظر هبات وصدقات النّاس!.

ونرى السيّارات وهي تقع في الحُفر والمطبّات، ونسمع صوت فولاذها وهو يتألّم، وأصوات سائقيها وسائقاتها وهم يتأفّفون ويتذمّرون، وربّما يشتمون!.

ونرى الجيران وهم يتضاربون على مواقف السيّارات، كدليل على تجاوز عدد الوحدات السكنية عدد المواقف المتوفّرة، وطبعاً على سوء التخطيط العمراني!.

وبأمانة: هل جانَبْتُ الصواب أو بالَغْتُ في وصف ما نراه في شوارع الأحياء؟.

إن كان الجواب هو كلّا، فلديّ سوال أخير، إنّه: ما الحلّ يا سادة يا كِرام!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store