Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

يا فرحة ما تمت .. «إﺳﺮائيل» تبث حواري مع «شادية» !!

A A
اغتبطت كثيراً وأنا أتلقى رسالة عاجلة ومهمة تتضمن نسخة صوتية من حواري الفريد مع الفنانة الراحلة شادية، لكن هذه الغبطة لم تدم طويلاً أو حتى قصيراً! ولقد كان يمكن أن تطول الغبطة التي تبدد أجواء فقدي لثلاثة من أحب وأعز وأغلى الأصدقاء في أسبوع واحد، وهم الحبيب الشاعر «علي هلال» والعزيز الزميل»عثمان عابدين» والوفي الصديق «صالح عبد الفتاح»، لولا أن عيني وقعت على المصدر الناقل للحوار!.

على أن سبب الغبطة السريعة والمباغتة لم يكن الحوار، فلدي بالتأكيد نسخته الأصلية، لكن النسخة التي سمعتها جاءت بصوت أوضح وأنقى عشرات المرات، وكأن الحوار قد جرى بالأمس!

والحاصل أنني حين اخترت الزميلة العزيزة «منى الشاذلي» لأخصها بهذا الانفراد الذي كنت أدرك قيمته، أرسلت لها نسخة محملة على شرائط كاسيت قديمة، حيث وعدني معد البرنامج، فضلاً عن إدارة القناة ببذل أقصى ما لديهم من جهد لإظهار الصوت بشكل نقي وواضح! وبالفعل أعجبني ما بذلوه من جهد في تنقية الصوت، حيث جاءت الحلقة على ما اعتبرناه حينها «أفضل ما يكون»!

والحق أنني سررت للوهلة الأولى، وأنا أشاهد اللوجو الخاص بموقع «سي ان ان بالعربية» على الحوار ، فضلاً عن العنوان الذي اختاره موقع نبض والذي يقول: «موقع سي ان ان بالعربية يحتفل بشادية في ذكرى ميلادها»، وفيما كنت أستمع للحوار، وقعت عيني على بقية العنوان الذي يقول «.. والخارجية الإسرائيلية تتذكرها»!

عدت لقراءة الخبر فوجدته يقول مايلي: استذكر عشاق الفنانة المصرية الراحلة شادية، الممثلة والمغنية المعتزلة في ذكرى ميلادها، ومنهم وزارة الخارجية الإسرائيلية! وقالت الخارجية الإسرائيلية عبر صفحتها الرسمية على موقع «تويتر»: الفن يتخطى الخلافات والحدود الجغرافية! فلا تستغربوا أن لها مئات الآلاف من المعجبين في إسرائيل أيضاً!

هكذا تحولت الغبطة الى غيظ وحسرة! صحيح أن الصوت في التسجيل المرفق، بدا وكأن محرر الموقع كان يجلس معنا، لكن مسألة الحدود الجغرافية، التي تحدث عنها موقع الخارجية الإسرائيلية، نقلتني مباشرة الى حدود دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف! هذه واحدة، والأخرى أن إشارتهم لمئات الآلاف من الإسرائيليين المعجبين بشادية، يوحي وكأنهم لم يستمعوا الى صوتها وهي تصرخ وتبكي على أطفال مدرسة بحر البقر، الذين اغتالتهم طائرة إسرائيلية، مرددة رائعة صلاح جاهين: الدرس انتهى لموا الكراريس الدرس انتهى لموا الكراريس، بالدم اللى على ورقهم سال .. فى قصر الأمم المتحدة، مسابقة لرسوم الأطفال. ايه رأيك فى البقع الحمـرا، يا ضمير العالم يا عزيزى.. دى لطفلة مصرية وسمرا، كانت من أشطر تلاميذى.. دمها راسم زهرة، راسم راية ثورة، راسم وجه مؤامرة.. راسم نـار، راسم عار.. ع الصهيونية والاستعمار، والدنيا اللى عليهم صابرة، وساكته على فعل الأباليس.. الدرس انتهى، لموا الكراريس!.

أعرف أن الحوار المذاع تلفزيونياً، قد لا يخضع لقوانين حماية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بي أو بالقناة التي بثت حواري مع شادية في برنامج «منى الشاذلي»، وأعرف أن الجرأة دفعت بالبعض لتأليف كتب عن شادية تستند في حكيها على ما ورد في حواري الوحيد معها بعد الاعتزال، دون اشارة لي، ولقد كان يمكن أن أعيد بث هذه النسخة النقية باعتباري «لم أنتبه»، على طريقة الفنان الشاب محمد رمضان، لكنني منتبه بحمد الله، والى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، الى حقيقة أن القدس عربية، وأن المسجد الأقصى أسير!

أخيراً أقول، إنه لولا وثوقي من أن الفنانة الراحلة لم تقم بتسجيل الحوار، مكتفية بقيامي بالمهمة، لقلت إن الايادي الإسرائيلية دخلت الشقة الكائنة في شارع شارل ديجول بالجيزة وأخذت نسختها من هناك!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store