Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

الحركات الإسلامية.. النشأة والمآل

A A
في التاريخ السياسي للدول الإسلامية المُتعاقبة بدءًا من دولة الخلافة الراشدة مروراً بالأمويين ثم العباسيين حتى بدايات القرن الثامن عشر، عندما بدأت جيوش الاستعمار الغربي تجتاح المنطقة، ستجد جماعات مُتطرفة عدّة، ولكنها لا تعدو كونها جماعات (لحظية) لا فكرة لديها سوى القتل كالحشاشين والخوارج والمُعتزلة..

لذلك كانت أفكارهم تموت في مهدها دون أن تتسبب في شق صف المسلمين ووحدتهم رغم عوامل الضعف التي كانت تجتاح العالم الإسلامي في بعض المراحل..

ولكن ما أن بدأ الاستعمار الغربي ينزع عن الشعوب المسلمة هويتها، ويحاول جاهداً تغيير هذه الهوية وبكل الوسائل المُتاحة.. حتى ظهرت حركات الإسلام السياسي، ورفعت شعارات عاطفية تتماشى مع حالة الضعف التي تعيشها الأمة، فظهر المودودي في الهند والبنا في مصر، وغيرهم..

مع تشكّل هذه الحركات بدأ الإنسلاخ والتشرذم المذهبي، فأصبح الباب مفتوحاً لأكبر عملية تفتيت لوحدة المسلمين العقائدية، فأصبحت مُسلّمات مُتفق عليها كالولاء والبراء وطاعة ولي الأمر محل خلاف وتكفير واستباحة دماء، وتم كسر قيود التكفير وفتح الباب للتكفير الجماعي ليأتي سيّد قطب بالفكرة النهائية لهذه الحركات وهي أن الوطن لا قيمة له وهو مجرد حفنة من تراب وأن هذه المجتمعات ليست إسلامية وأنها جاهلية!!

حركات الإسلام السياسي قامت بدور تخريبي تجاوز كل استعمار، قبل ظهورهم كان الاختلاف في إطار فقهي بحت كاختلاف أئمة المذاهب الأربعة، أتت هذه الحركات وجعلت تقييم المُسلم قائماً على ما يرونه من عقيدة.

ما تعيشه البلدان الإسلامية من تفكك وتشرذم بسبب هذه الحركات لن يتم تجاوزه إلا بحملات توعوية كبيرة وشاملة تحذر من خطر العبث بثوابت العقيدة وهي النافذة التي يتسلل من خلالها هؤلاء.

أخيراً..

تواجه الشعوب الإسلامية حملة تكفير ممنهج من قِبل هذه الحركات، ومن ليس معهم فهو ضدهم، ووجدوا في ملالي طهران حليفاً داعماً لهم، والمُستعمر السابق أصبح كذلك مؤيداً لهم، في مخططات تدمير وقتل الحياة في المجتمعات الإسلامية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store