Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

رئيس أسير لشعب سجين هذا هو الطبيعي لفلسطين!

إضاءة

A A
لست أدري حتي الآن ما إذا كان التوسع في نشر خبر ترشح المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي القابع في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002 للرئاسة من قبيل السوريالية السياسية بمفهوم الفن والأدب، أم الوضعية المنطقية بمفهوم المنطق والفلسفة، أم من قبيل الضرورات التي تبيح المحظورات بالمفهوم الشرعي لدى المسلمين؟!

وبعيداً عن صحة الرواية التي تتحدث عن عرض قدمه الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس للأسير البرغوثي، بالتنازل عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، مقابل عدد من المزايا، يظل الرأي للشعب الفلسطيني الذي يرزح بدوره تحت الاحتلال، ومن ثم فإن ترشح مناضل معتقل في سجون الاحتلال، أمر طبيعي لشعب معتقل في السجن الإسرائيلي الكبير!.

وتقول تقارير إسرائيلية إن عرض عباس للبرغوثي، والذي نقله إليه عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» حسين الشيخ، إلى سجن هدريم حيث يقضي فيه البرغوثي محكومية من خمسة مؤبدات و40 عاماً، تضمن حصول المناضل الأسير على المكان الأول في قائمة «حركة فتح» للانتخابات البرلمانية! وحجز 10 أماكن في القائمة وفقاً لاختياره! ومنح عائلته مساعدات اقتصادية!.

أعرف أن إسرائيل ليس لها أو عندها عرض بالمفهوم الشعبي وهي تنشر تفاصيل زيارة قام بها مناضل فلسطيني لآخر داخل السجن، ومن ثم فهي بالتأكيد على علم بكل حرف بل بكل همس دار أثناء الزيارة!

هذا عن المشهد السوريالي، أما عن المشهد الواقعي على الأرض ومن وجهة نظر شخصية، فيقول إنه بات من الطبيعي أن يترأس فلسطين مناضل وسجين رسمي، بعد أن جرب الشعب رئيسين سجينين بشكل غير رسمي!، نعم! هذا ما حدث طوال فترة رئاسة الشهيد ياسرعرفات، وطوال فترة الرئيس السجين محمود عباس!.

سيقول البعض إن عرفات وكذا عباس كانا يخرجان ويسافران ويجريان مباحثات ويحضران مهرجانات.. وهذا صحيح، لكنهما في المساء يعودان لدخول سجن اسرائيل الكبير!.

هذه واحدة، والثانية، أن المرشح البرغوثي هو أكثر المرشحين عملاً وتفاعلاً على الأرض قياساً بغيره من المرشحين الذين يتحركون في الظلام داخل الأرض المحتلة وخارجها أيضاً!.

الثالثة أن الشعب الفلسطيني بات يتوق لرئيس يحبه الجميع في غزة والضفة والقدس، خاصة اذا قرر الرئيس عباس لظروف صحية عدم الترشح من جديد.

الرابعة أن الواقع يتطلب رئيساً شاباً مثل البرغوثي المولود عام 1959 «بمقاييس أعمار زعماء العالم» يمتلك من الحيوية والحركة والكلمة المعبرة والمحركة سواء كان ديوانه داخل السجن أو خارجه!.

الخامسة أن الرئيس المرشح الذي اعتقل للمرة الأولى عام 1976 يعرف مرارة السجن، واشترك في صياغة وثيقة الأسرى، وأنه كذلك تم نفيه خارج فلسطين ويعرف مرارة اللجوء، ومن ثم فهو لن يتنازل يوماً عن حقوق الأسرى واللاجئين!.

السادسة أنه من الثابت أن البرغوثي يعتبر مهندس الانتفاضة الأولى وعقلها المدبر (1987- 1993) ومن ثم فهو يستطيع قدح شرارتها من جديد اذا فشلت كل الحلول السياسية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store