Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

مَن يتفرج على مَن.. الماعز أم البشر؟!

A A
يقول الخبر: إن مزارعة بريطانية توصلت الى فكرة لتأجير رؤوس الماعز التي تملكها بهدف إضفاء بعض التشويق على الاجتماعات عبر محادثات الفيديو، فوجدت بذلك مصدر دخل غير متوقع خلال فترة الإغلاق المفروضة لمواجهة جائحة كوفيد-19!

والواقع أن أحداً لا يستطيع الآن أن يحدد على وجه الدقة من في مخلوقات الله يتفرج على الآخر؟!.. البشر هم الذين يتفرجون على الماعز أم هي التي تتفرج علينا؟!.

وفي وصف للمشهد، تنظر هذه الحيوانات بفضول فيما تحمل المزارعة «دوت مكارثي» هاتفاً محمولاً لتصويرها وهي تتناول التبن وتقفز في إحدى الحظائر، ثم يظهر مقطع فيديو الماعز في مكالمة عبر تطبيق «زوم» فيما يبتسم ثلاثة مشاركين في المحادثة وتخبرهم مكارثي بأسماء الماعز!.

«ياسلام»!، هذا ما يحدث معنا ولنا هذه الأيام.. ندخل مكممين، وبعضنا يخفي وجهه، فيطلب الآخرون رؤيته والكشف عن صوته وصورته!.

وفي مزرعة «كرونكشو فولد فارم» في لانكشير في شمال غرب إنجلترا، هناك ظهور لمدة خمس دقائق لهذه الحيوانات على أي منصة لمكالمات الفيديو مقابل 5 جنيهات استرلينية، ويمكن للزبائن الاختيار من بين سبعة أنواع مختلفة من الماعز على موقع المزرعة، بدءاً من «مارغريت» وصولاً إلى الصغير «لولو».. وواقع الأمر أن لدينا في عالم البشر والعمل عن بعد مارجريت وعتريس.. ولولو أيضاً!

وتقول مكارثي «لنفترض أنكم تجرون مكالمة بالفيديو لأسباب تتعلق بالعمل أو أي سبب آخر، أو قد تكون مكالمة عائلية طويلة وتصبح مملة بعض الشيء.. هنا يمكنكم حجز رأس من الماعز للانضمام إليكم في الاجتماع ومعرفة ما إذا كان أي من زملائكم قد لاحظ ذلك».

أخشي أن أحكي لك يا مكارثي قصصاً بل مشاهد مماثلة ومطابقة تجري في عالم البشر، فتغضبين ويغضب الآخرون، ولماذا أحكي لك وأنت تعيشين في بريطانيا، وترين بنفسك صباح مساء ماذا يجري للبشر الأحياء في الشوارع والبيوت ولا أقول الأموات.

وتمضي تقول «بدأ الأمر مزحة، إدخال الماعز إلى مكالمات الفيديو للترفيه عن الناس من روتين عملهم»، وهنا لن أقول لك إنها مزحة ثقيلة الدم وسخيفة، ولكن يمكنك أن تتابعي على الهواء وليس على الفيديو أو الزوم، ماذا يجري للبشر في بريطانيا قبل غيرها من مشاهد أكثر ضحكاً حتى البكاء!.

أخيراً تقول مكارثي إن شعبية الماعز على تطبيق «زوم» سمحت لها بالاحتفاظ بوظيفتها وأيضاً بتوفير عمل إضافي للمجتمع المحلي، وهو أمر مهم في منطقة ريفية، وأنها ستستمر في ذلك طالما أن الناس يريدون الماعز، والحق أن الناس لا تريد الماعز، وإنما تريد اللقاح، أو العلاج، ومالم يحدث ذلك سريعاً وللعالم كله، ستظل الماعز والدجاج والأرانب بل والقرود تتفرج علينا.. وربما هي تضحك الآن!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store