Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

الحاقد منفي من الحياة

A A
عِشتُ حياةً صعبة، واجهت فيها كل ما يمكنك تخيله من الأشياء المُرعبة، خسرت أحبابًا وأصدقاء، خسرت عُمرًا عزيزًا غاليًا عليّ، لكنني لا ألتفت للخلف، ما بين يدي اليوم يستحق أن أحمد الله عليه طويلًا وكثيرًا، الله عز وجل كان وما زال كريمًا معي في كل لحظة من لحظات حياتي، ودعوات أمي بأن يكون اليُسر والتيسير طريقي لا تُفارقني أبدًا..

كُنت فقيرًا بالمادة وغنيًا بالرضا، أواجه حياتي بما يُحب الله ويرضى، كُنت أُخطئ وأرجع عن الخطأ، لم أُخلق مُعاندًا مُكابرًا..

رأيت في حياتي ما يكفي لأعرف أن الحياة أبسط من أن تعيشها حاقدًا، حاسدًا، تغتال روحك الضغينة، تكره كُل من لا ينتمي لك!! وتحقد عليه..

هنا رسالة لمن يرى في نفسه المُتحضر الأوحد..

ومن هذا المنطلق يتعامل مع الآخرين..

الإنسان ابن بيئته، يُحبها وينتمي لها، واختلاف الثقافات والانتماءات شيء عظيم..

أنا بدوي وأُحب هذه البداوة التي مات بها الترحال، وتمسكت بما تبقى منها من حُب للحياة والفرح والجمال..

كما يُحِب ابن المدينة مدينته، وابن القرية قريته، الفلاّح وراعي الإبل كذلك، لستُ استثناء، لن تتغيّر لهجتي ليرضى حاقد، لن أكون سوى أنا، ولن تكون سوى أنت، لذا كُن إنسانًا وكفى..

قد تُغضبك قصائد أكتبها.. لكنها ليست لك..

أكتب الشعر لتبتسم أمي..

أحيا من أجل أن أُشاركها كل شيء جميل، وكل خطوة أخطوها نحو النجاح..

يكفي أن تبتسم أمي وتدعو لي ولمن وقف معي، لأتجاوز كل وجوه الحقد والحسد..

قد ترى في لهجتي شيئًا سيئًا ولكن يجب أن تعتاد على الاختلاف والتنوّع، وأن تتقبل هذا الأمر..

أعرف أن هناك قلوبًا مريضة يملؤها السواد، ولكنني مُتيقن أن هناك من هم كانوا سببًا بعد الله في أن أجد حياةً جيدة..

قد ترى في الآخر مُجرد (أعرابي) لا يستحق حياة، لكن يجب أن تعلم أن رأيك لا أحد يستمع له، أنت تغتال روحك بهذا الجنون..

أخيرًا..

بلا شك الحاقد منفي من الحياة..

الحياة الرائعة ليست للحاقد، فعندما تتحول إلى كائن عنصري فستتحول إلى مُجرد مريض يرى في حقده وعنصريته شيئًا جيدًا..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store