فبالنسبة للملف الأول الخاص بإلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية لاشك بأنه قرار متسرع، وخطوة ستقوي الحوثيين سياسيًا دون أن تؤدي بالضرورة لإحلال السلام، ووصفتها صحيفة (وول ستريت جورنال) بأنها (مقامرة) تقوي جبهة الخصوم وتضعف موقف الأصدقاء، وستسمح للحوثيين بمواصلة إثارة الإرهاب بتشجيع من داعميهم في إيران.. لكن كيف استقبل الحوثيون ذلك القرار؟! استقبلوه بلا مبالاة، بل قالوا بأنهم غير معنيين بهذا القرار وأنهم سيواصلون عملياتهم الإرهابية، وما يدعو للاستغراب أن السيد (بلنكن) وزير الخارجية الأمريكي يدرك تمامًا مدى خطورة هذه الميليشيا ونشاطاتها المزعزعة للاستقرار، فقد تحدث عن أن هناك ستة من الأفعال الحوثية العدوانية حددها كالتالي: (السيطرة على مناطق واسعة من اليمن بالقوة، ومهاجمة شركاء الولايات المتحدة في الخليج، وخطف وتعذيب الأمريكيين والعديد من الحلفاء، وتحويل مسار المساعدات الإنسانية لمصلحة الجماعة، القمع الوحشي ضد اليمنيين في المناطق التي يسيطرون عليها، الهجوم المميت ضد الحكومة اليمنية في 30 ديسمبر الماضي)، وأسأل السيد (بلنكن) أليست هذه السلوكيات التي وصفتها كافية للإبقاء على تصنيف هذه الجماعة بالإرهاب؟!
ماذا بقي أمام الولايات المتحدة والدول الغربية أن تفعله بعد إفادة وكالة الطاقة الذرية المتضمن بأن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المعدني، وأنها تحققت في الثامن من فبراير الجاري من وجود (3,6) غرامات من اليورانيوم المعدني في منشأة أصفهان مما يتيح لإيران أن تستخدمه في أسلحتها النووية؟! وهل تتكرر مفاجأة كوريا الشمالية التي فاجأت العالم في 2006 بالإعلان عن نفسها كدولة نووية مستفيدة من إلهاء الجميع بالمناقشات والاتفاقات وتحذو إيران حذوها وتفاجئ العالم هي أيضا بالإعلان عن أنها أصبحت دولة نووية؟! لقد هدد وزير الأمن الإيراني (محمود علوي) الأسبوع الماضي بتغيير مسار البرنامج النووي نتيجة الضغط الغربي والدفع بإيران إلى التصرف كـ(قط محاصر) بحيازة أسلحة نووية، فما هو الرد يا من تمنحون الوقت وتعطون الفرص لهذه الدولة المارقة؟.