Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عشرة مصادر من نوع «رفض ذكر اسمه»!

عشرة مصادر من نوع «رفض ذكر اسمه»!

اضاءة

A A
لعلها المرة الأولى في مشواري الصحفي الطويل أن أقرأ تقريرًا لوكالة الأنباء الفرنسية تتحدث فيه نحو عشرة مصادر كلها رفضت ذكر اسمها! ويقينًا لو أن الرافضين العشرة لذكر اسمهم من دولة قمعية واحدة على سبيل المثال لعذرتهم! ولو أنهم يتحدثون لا سمح الله في مسائل أخلاقية، أو حتى سياسية خطيرة، لعذرتهم! ولو أنهم عمال في منجم أو في فرن أو في أي جهة تهددهم بقطع عيشهم لقلت من حقهم!

كانت المصادر العشرة الرافضة لذكر اسمها تعود لعشرة سفراء، وكان التقرير يتناول قضية المناخ وأثره على السلام العالمي التي يبدأ مجلس الأمن في مناقشتها اليوم!

وقال سفير في الأمم المتحدة، «طالباً عدم كشف اسمه»، للوكالة إن الاجتماع سيشكل اختباراً للعلاقات الأميركية - الصينية، ملمحاً إلى واحدة من القضايا القليلة التي قد تتفق فيها القوتان العالميتان.

وأوضح سفير آخر، «طلب عدم كشف اسمه»، أن اجتماع الثلاثاء «سيركز على الجوانب الأمنية لتغير المناخ».

وصرح دبلوماسي آخر «رفض ذكر اسمه» بأن «التصحر وحركة تنقل السكان والتنافس على الوصول إلى الموارد» كلها أمور مرتبطة بالاحترار، وأشار إلى أن قضايا مثل «الوصول إلى المياه» أو «إنتاج الأعلاف» يمكن أن تؤدي إلى «أعمال عنف بين المجتمعات السكانية» وإلى «جذب» الجماعات الإرهابية للشباب العاطلين عن العمل والساخطين.

وقال دبلوماسي آخر «طلب عدم ذكر اسمه» إن الهند والمكسيك اللتين انضمتا إلى مجلس الأمن في يناير الماضي، وهما تقدميتان بشأن هذا الموضوع، لديهما أيضاً ما تضيفانه.. وأضاف أن «الهند ناشطة في قضية البيئة» وتحتاج إلى تحديد تأثير الاحتباس الحراري على النزاعات بوضوح.

ويبدو أن معد التقرير سأم من حكاية «رفض ذكر اسمه» فقال في نهاية التقرير إن الدبلوماسيين كلهم رفضوا ذكر اسمهم، لكنهم رأوا أن تعهد إدارة بايدن بجعل الاحتباس الحراري أولوية قصوى، خلافاً لإدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، يفترض أن يغير ديناميكيات مجلس الأمن بشأن هذه القضية.. كلام جميل وعاقل ومتزن فما المانع في ذكر الاسم؟!

أعرف أن قضية المناخ مهمة بل في غاية الأهمية، خاصة اذا ارتبطت بالسلام العالمي، لكن التصريحات الصادرة على ألسنة السفراء والدبلوماسيين «متوديش في داهية»، ثم إن أحدًا لم ولن يضربهم على أياديهم إذا هم اعتذروا عن الحديث، أو حتى إذا تحدثوا!

ولأن ذلك كذلك، سأتبرع هنا بذكر اسمي وأضيف أن ألمانيا التي شغلت مقعداً في مجلس الأمن صاغت قبل عام مشروع قرار يدعو إلى إنشاء منصب مبعوث خاص للأمم المتحدة بشأن المخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ، لكنّها لم تطرح النص للتصويت بسبب تهديدات الولايات المتحدة وروسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو).. هل هذا الكلام خطير؟ ربنا يستر!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store