Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

غاب الرحيلي وحضر مايكل جاكسون السعودي!!

ضمير متكلم

A A
* ذاتَ مساءَ وخلال رِحْلَتِي مع (السَّيَّد رِيمُوْنت كُونترول) بحثَاً عن إِخْبَارِيَّتِي المفضلة (فَرَانس 24)، استوقفني برنامج في قناة (SBC)؛ أما السبب؛ فلأنّي تفاجأتُ بأن مُقَدِّمَتهُ مُغَنِّيَة سعُودية، حيثُ وجدتها تستضيف شاباً غريب المظَّهـر؛ فَـ(شَعْـرُه المُضفَّـر طويل جِداً، وقـد جَمَعُهُ في الخلف كالنِّساء، وهناك السّلاسِل على صَدره، والحَلَقُ أو القرْط في أُذْنِه)، توقعته أَجنبياً؛ ولكن كانت الصَّدمة عندما أكّد بأنّه كـ»مُـطـرب رابّ» يَقتَدِي بـ (الأمريكي مَايكل جَاكسون)؛ حيث احتفلت به المذيعة باعتباره (وَلَدْنَا مَايكل جَاكسون السّعُـوْدِي)، لِيُصَّـفِّق كثيراً الجمهور الحاضر، الذين لَسْـتُ أدري كيف اجتمعوا مخالفين للاحترازات الصِّحِيّة؟!

* وهـنَـا (أحترم جِداً الأشخاص، وأقَدرُ أبداً ذلك الرَّجُل)، ولكن ما استَفَزّنِي هـو محاولات بعض وسائل إعلامنا التَّكريس لحضور أهـل التّمْثِيل والغناء، وتقديمهم لِشَبَابِنَا مِن الجِنْسِين باعتبارهم النماذج الناجحة، التي عليهم أن يَلتَفِتوا لها، لِيَقْتَدوا بها في تفاصيل حياتهم!

* يَحْدثُ هذا فيما يَتِمّ تجاهل الرموز الحقيقية والفاعلة من أبناء الوطن؛ فأين أولئك الذين بإنجازاتهم رفعوا اسم وطنهم في سـماء النجاحات في مختلف المجالات العلمية والثقافية والتَّطوعية والتِقَنِيّة؟! أين (وسائل الإعلام) من أولئك الأبطال الذين استطاعوا بإخلاصهم وإمكاناتهم الكبيرة أن ينقلوا عن بُعْد اجتماع ونقاشات زعماء أكبر دول العالم في قِمّة الـ(G20)، التي استضافتها المملكة قبل 3 أشهر تقريباً، متجاوزين العديد من الصعوبات كـ»اختلاف اللغُّات، وتحقيق الأمن، والحماية من الاختراقات»؟! وأين إعلامنا من المهندس خالد بن عبدالسلام الرحيلي وزملائه الذين يعملون على برمجة ومتابعة (تطبيق تَوَكّلْنَا)، الذي أصبح اليوم المنصة الأبرز عالمياً في الحَدِّ من انتشار (فيروس كورونا كوفيد 19)؟!

* هذان مِثَالان قَرِيْبَان؛ فعطاء وتَمَيّز أبناء وبنات الوطن لا حدود له، وفي شتى الميادين، وهُم وَحْدهُم القادرون -بعد فَضْل الله تعالى- على بناء وطنهم، والوصول به نحو تحقيق رؤيته الطَّمُوحَة 2030م، ولكن -يا للأسف الشديد- هم بَعيدون عن أضواء (إعلامنا) وعِيونه التي غَدَت وأَمْسَت تُراقِب فقط (مَضَارِب الغِنَاء والتمثيل)، مع أَنّ ما يأتي مِن أَهْلِهِمَا يبقى في دائرة الهَامِش والتّرْفِيه، الذي غيابه لا يَضُرّ، فيما حضوره لا يحملُ أية إضافة، فما فائدة المجتمع والوطن من ذلك (المَايْكُل السُّعُوْدِي وأَشْبَاهِه)!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store