Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
مبرد ياسين الشمري

أنت.. تكمّلني

A A
بين الماء والسلوك المهني كالتعاون بالأعمال رابط جوهري من خلال المكونات الكيميائية لعنصري الهيدروجين والأوكسجين (H2O).

وفي محكم التنزيل يقول الله عز وجل.. (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ).

فالماء هو سر الحياة علميًا؛ لأنه يغطي أكثر من 70% من سطح الأرض التي نسكنها، غير كل الكواكب الأخرى على حد علمنا إلى الآن.

فهو يتكون من ذرتين هيدروجين وذرة أوكسجين، وأستطيع أن أقول: إن القائد هو تلك الذرة من الأوكسجين الملهمة والوحيدة بالتركيبة الكيميائية، وإن فريقه هم الهيدروجين؛ حيث إنهم بالعمل يشكّلون سر نجاحه ومصدر الحياة وروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف المنشودة.

سوف أبدأ بالقصة الملهمة لمعنى (أنت تكملني)، قصة الْحُبَاب بْنَ الْمُنْذِرِ في موقعة بدر مع سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وهي دليل واقعي؛ حيث إنه أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير موقع أفضل من موقع اختاره النبي الكريم قائًلا: «يَا رَسُولَ اللّهِ! أَرَأَيْت هَذَا الْمَنْزِلَ، أَمَنْزِلاً أَنْزَلَكَهُ اللّهُ، لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدّمَهُ ولا نَتَأَخّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟ قَالَ: بَلْ هُوَ الرّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ».

هنا درس لكل متعجرف معتز برأيه نقول له هذا سيد الخلق عمل بمبدأ (أنت تكمّلني) وغيّر موقعًا اختاره.

وفي وقتنا القريب مبدأ (أنت تكمّلني).. وهو قانون القادة العظماء فقد كان الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله يعمل بتلك القاعدة حيث كان يوكل بعض مهامه من معارك توحيد الوطن لأبنائه الأمراء وكذلك الزيارات الرسمية ولوزرائه كذلك بكل ثقة.

واليوم نرى أن مولاي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- يوكل مهام وملفات جوهرية لسمو ولي عهده الأمين الذي حمل صفات جده المؤسس ووالده العازم الحازم؛ الذي نستشعر بكل فخر تطبيقه لنظرية (أنت تكمّلني).

يقتحم أفكاري أحيانًا سؤال هل يستطيع أي شخص مهما كانت طاقتة أن يعمل لوحدة؟

بالطبع (لا)... لأن فريق العمل الناجح هو الذي يتعدى إنجاز الأعمال الروتينية وأفكار من يقومون بها؛ بروح المبادرات والتعاون بكل جودة وإتقان ومن هنا تتحقق النتائج المرجوّة والعظيمة.

فعندما يتمتع القادة بالشجاعة والثقة بالنفس فهو يسمح لإعضاء فريقه بالمشاركة لتحقيق الأهداف.

إليك أيه القابع بفكرك تحت عذر!!

هذا عملي وهذه إدارتي وهذه مهامي.. أنت فقير إداريًا ومسكين عقليًا، إلى كل طموح ومبادر.. إذا أردت أن تكون ناجحًا؟ ما عليك إلاّ أن تؤمن بمبدأ أنت تكمّلني، ليت بعض أصحاب العقول الضيّقة وما زالوا في قيود (الأنا) والتعالي أن يعوا هذه النظرية وتطبيقها.

من القلب أوجه رسالة إلى كل شخص أتعامل معه؛ أنت تكمّلني شكرًا لك لإنك كنت رأس مال وعنصر لتحقيق الأهداف بنجاح.

** بوصلة:

الألقاب ليست سوى وسام للحمقى والرجال العظام ليسوا بحاجة لغير أسمائهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store