Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الرجال لا يبكون!!

الرجال لا يبكون!!

بصراحة.. وأشياء أخرى

A A
هذه كِذبة سمعْناها كابرًا عن كابر، توارثناها أبًا عن جد وهكذا ستمضي، وهذه المقولة متجذّرة في قادم الأجيال!

حتى أصبح بعض أطفالنا معقدين من هذه الأمثلة: «يا ولد انتبه! خلّك رجّال»، «انتبه! الرِجّال عيب يبكوا»، «اللي يضربك اضربه»، «انتبه! لا تجيني تبكي».

الحقيقة نحن زرعنا في نفوس أبنائنا دون قصدٍ طبعًا حبّ الانتقام وأخذ حقوقهم بالقوة، حتى دموعنا نَحْبِسْها في سجن عيوننا وهي الطبيعة التي خلقنا الله عليها أن لدينا مشاعر. نحزن، نفرح، نرقص، نملأ الدنيا سعادة!

أشياء كثيرة حرمنا أطفالنا منها ومنها على سبيل المثال لا الحصر: «لا هذا ممنوع يا ولد....»، «لا تناقش نفّذ وبس»، «اطلع برّا هذا مجلس رجال».. حتى جعلنا الأطفال -دون أن نشعر- أفعالهم مثل الإنسان الآلي، يأخذوا الأوامر وينفذوها فقط دون أن يعرفوا الأسباب، حتى عندما يُضْرب الطفل يبكي من قوة الضرب وهو لا يعي لماذا ضرب أصلا!

أشعرُ بالفخر كثيرًا وأنا أتعايش مع أطفال في حديثهم رجال مثل «عيال البدو» يسلّم عليك ويدخلك خيمته أو بيته ويرحّب بك وابتسامته تسبق تراحيبه، ويصبّ لك القهوة العربية، بكل ثقة ويتحدّث معك وكأنه شيخٌ في قبيلته ما السبب يا تُرى؟!

السبب الآباء عوّدوا أبناءهم على تلك المواقف الرجوليّة، بل تجد الأم فيهم تحفّز أولادها على ذلك.. وهنا اكتملتْ مصانع الرجال!

أرجوكم أيها الآباء اضربوا ببعض أمثلتنا عرض الحائط، ودعوا أبناءكم يبكون، يسقطون، ويقومون، ويضحكون، ويرقصون، وفي مجالسكم يتحدثون.

** أخيرا:

الغافل في هالزمن راح وطيس

‏ما بين شعور البشر والإحساس

‏حياة متغيّرة من الراس لساس

‏والشاطر يَنْشرى بقليل وسواس

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store