Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

إيران وأذرعها.. وأمن الأوطان!

A A
من يسعى لبسط السلام على أرض اليمن، لا بد أنه اكتشف بأن ذراع إيران الممدودة في قلب اليمن هي معول الخراب وآلة تدمير وطن كاليمن، كما فعل حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، ومسميات لأذرع إيرانية في سوريا!

ولأن إيران فشلت في مد ذراع عفنة لها في وطننا المملكة العربية السعودية، رغم محاولاتها استغلال بعض الخونة، لكن محاولاتها باءت بالفشل، لأن السعودية وطن قوي ومنيع، يعرف جيداً النوايا الإيرانية الخبيثة ويتصدى لها بقوة، حتى وهي تهاجم مدننا الآمنة وعاصمة مملكتنا بالصواريخ وطائرات بدون طيار إلا أنها تتحطم قبل وصولها لأهدافها!.

ربما هذا الفشل المتلاحق للحوثيين الذراع الإيراني في اليمن هو الذي أصابهم بالسعار، ومهاجمة العاصمة السعودية ليل نهار بالصواريخ البالستية، خلال الأيام القليلة الماضية، ولكن الدفاعات الجوية تتمكن من تفجيرها قبل وصولها لأهدافها!

هذا الاستهداف المتواصل لأمن السعودية، نتيجة تزويد إيران للحوثي بالصواريخ والأسلحة بطرق غير شرعية كما هو وجود تنظيم إيراني داخل الأوطان العربية غير شرعي!

لم تكتفِ إيران بالدول العربية المضطربة التي وجدت بها ثغرات للنفاذ، وتأسيس حزب تابع لها، يعمل على زعزعة الأمن، وإثارة الفوضى، وازدياد الاضطرابات، بل تحاول زعزعة الأمن في وطننا الآمن المستقر باستهدافه بالصواريخ!.

إيران دمرت لبنان، أوصلته إلى هذا الوضع المتردي، الذي أصبح عبئاً على أهله، ومدت لها ذراعاً في كل وطن حدثت به فوضى، المشكلة أنها تمد أذرعها تحت مسميات مختلفة، حزب الله في لبنان، الحوثي في اليمن، الحشد الشعبي في العراق، وفي سوريا مسميات مختلفة، كلها تعمل بشكل تكاملي لتنفيذ المخطط الإيراني للقضاء على الوطن العربي، كي تمد نفوذها وتصل إلى حلمها المستحيل، ليس القضاء على إسرائيل كما تدعي، بل الوصول إلى قلب هذا الوطن كما تراودها أحلامها التي ستتحول مع الزمن إلى كوابيس لن تستطيع النهوض من تحتها!.

وكما هي طبيعة الأحزاب الإيرانية، التي تمثل أذرعاً لها خارج حدودها، يتكون الحزب حول شخصية مركزية، حسن نصر الله في لبنان، عبد الملك الحوثي في اليمن، وهكذا تتحول الشخصية إلى قوة سياسية داخل وطنها لكن انتماءها وأنشطتها كلها لتحقيق الأهداف الإيرانية، لذلك يطلق عليها أذرعٌ إيرانية، لأنها لا تهتم بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لوطنهم الأصلي، لأن الانتماء لإيران أهم من الانتماء لأوطانهم، ليس لأن انتماءهم العقدي أقوى، لكن الانتماء للقوة التي يكتسبها الحزب نظير الإمدادات المالية والأسلحة والصواريخ التي يهاجم بها من يعارضه داخل أوطانهم، كما شهدنا الاغتيالات والتفجيرات التي أودت بحياة سياسيين كرفيق الحريري ومرافقيه، أو فنانين وإعلاميين، في لبنان مثلاً وغيرهم ممن يجاهر برفضه لما يحدث على أرضه، تتم تصفيته دون رحمة، كذلك فعل الحوثي في اليمن، استهدف الجميع فلم يبقِ حجراً على حجر!.

هي هذه إيران، بؤرة الشر في شرقنا المتوسط، حاولت مد أذرعها في أوروبا وأمريكا اللاتينية، لكنها لم تنجح كما نجحت في لبنان واليمن والعراق وسوريا، ربما لأن الحس الوطني للمنتمين لإيران في أوطاننا العربية يتهاوى أمام المال والقوة، وسيلة إيران للسيطرة على الأحزاب، وتمحور الحزب حول الشخص يشبع طموحه الجشع، فلا يعود يرى انهيار وطنه، كما فعل نصر الله وحزبه المستقوي في لبنان، وكما فعل عبد الملك الحوثي في اليمن، بمهاجمته لحدودنا، ومحاولة التسلل إلى عمق مدننا، وعندما فشل أصبح يستهدفها بالصواريخ التي تصنعها إيران، وتصدرها إلى أحزابها أو أذرعها لزعزعة الأمن وجعل أوطاننا العربية في حالة دفاع دائم عن أمنها وسلامة أراضيها!.

نفوذ الأذرع الإيرانية يعود للأسف لضعف البنية السياسية في لبنان واليمن والعراق وسوريا، وتدهور الوضع الاقتصادي، لا لقوة إيران أو تميزها، لكنها تتميز في استغلال هذه الأوضاع لشراء ولاء ضعاف النفوس من مواطني تلك الدول، وتصبح المواطنة ستاراً يخفي الانتماء الحقيقي، وما خفي من أعمال إرهابية ضد الآخرين في الداخل أو الخارج!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store