وقع انفجار وصفه وزير الصحة الهولندي بأنه اعتداء "مجنون"، قرب مركز فحوصات للكشف عن كوفيد-19 في هولندا اليوم الأربعاء دون أن يسفر عن إصابات، بحسب الشرطة. وقالت الشرطة في بيان إن العبوة الناسفة انفجرت في قرية بوفنكاربسل في جنوب البلاد، على بعد 60 كيلومترا عن امستردام، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية وتحطم النوافذ.
واعتبر رئيس الوزراء مارك روتي أن هدف أن الاعتداء يستهدف على ما يبدو مركزاً لإجراء فحوص كوفيد-19. وقع الانفجار في منطقة مجاورة لمقاطعة فليفولاند التي كانت شهدت إحراق مركز فحوصات الكشف عن الوباء، عند دخول حظر تجول حيز التنفيذ ضمن اجراءات مكافحة انتشار كوفيد-19. على مدى عدة أيام، شهدت هولندا، بعد فرض هذا الإجراء، أعمال شغب كانت الأسوأ التي تحصل في البلاد منذ عدة عقود. وذكرت الشرطة في البيان "تم استدعاء الشرطة في الساعة 06,55 من قبل حارس مركز فحص كوفيد-19 للإبلاغ عن وقوع انفجار. لقد سمع دويًا قويًا ثم لاحظ تحطم العديد من نوافذ المبنى". وأضافت "تم العثور خارج المبنى على أسطوانة معدنية متفجرة".
وقال متحدث باسم شرطة شمال هولندا، مينو هارتنبرغ، يبدو أن هذا الحادث متعمد. صرح لوكالة فرانس برس عبر الهاتف "من غير الممكن أن يكون الحادث عرضيا، تم وضع الجسم هناك وانفجر بالقرب من واجهة مركز الفحص". وأضاف "في الوقت الحالي، لا نستبعد أي فرضية ولا يمكننا التصريح حول الدوافع، تم فتح تحقيق". وكانت الأدلة الجنائية تجري الأربعاء بحثاً في محيط الانفجار الذي تمّ تطويقه، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس كان في المكان.
وقال رئيس الوزراء إن موظفي مركز فحوص الكشف عن الإصابة بكوفيد-19، "الذين يعملون جاهدين لتأمين سلامتنا" كانوا على ما يبدو هدف الاعتداء الذي اعتبر أنه "فظيع فعلاً وفاضح حقاً"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الهولندية "ايه ان بي". وندد وزير الصحة الهولندي هوغو دي يونغ بالاعتداء ووصفه بأنه "مجنون". واعربت هيئة الصحة المحلية عن "صدمتها" إزاء هذا الحادث "العدواني والترهيبي". وكتب رئيس الهيئة أندريه روفويت في تغريدة "هذا العمل الهدام والجبان يثير قلقنا جميعًا". اشارت القناة إلى أن المنطقة التي تقع فيها بوفنكاربسل تعد من أكثر مناطق البلاد تضررا من الوباء، حيث سجلت 81 إصابة لكل 100 ألف نسمة، في حين يبلغ المعدل الوطني 27,2. أودى الوباء بحياة 15649 شخصًا في هذا البلد، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 17 مليون نسمة. منذ بدء حملة التطعيم في 6 يناير، تم إعطاء أكثر من 1,3 مليون جرعة لقاح مضاد للفيروس، وفقًا للحكومة. في يناير، تم إحراق مركز اختبار كوفيد-19 في قرية أورك التي يقطنها صيادون، قبل أيام من أعمال الشغب شهدتها البلاد. تزامن انفجار بوفنكارسبل مع بدء الحكومة الهولندية الأربعاء في تخفيف التدابير الصحية، الأشد صرامة منذ بداية الوباء. كما من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية بعد أسبوعين.
وأدى حظر التجول في الأسبوعين الماضيين إلى نشوب معركة قانونية بدأتها مجموعة معارضة للقيود الصحية، ما دفع الحكومة إلى إصدار قانون جديد لضمان احترام التدابير. وأحدثت محكمة ارباكاً في هولندا باصدار أمر يُلزم الحكومة برفع حظر التجول على الفور. ومع ذلك، استمر الحظر واستأنفت الحكومة القرار على الفور، وعلقته محكمة الاستئناف.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
