Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

ناموس جدة كالفيروس!!

A A
هذا العام لا أظن أن هناك بيتًا في جدة لم يحظ بزيارة وفد من الناموس (البعوض) له، فما هو السبب في انتشاره هذا العام؟ هل هو تعاطف الأمانة معه حيث أحسنت وفادته بتهيئة أجواء تكاثره وتنقله من خلال بؤر مائية نتيجة الأمطار لم تستطع الأمانة ردمها لانها كثيرة وبالتالي تركت له الحبل على الغارب؟ أم أن حجمه أصبح صغيرًا جدًا كالفيروس يستطيع أن يخترق الشبابيك ويعبر من خلالها إلى المنازل وبالتالي نحتاج إلى تبديل الشبابيك بأخرى ذات ثقوب نانوية؟ كما أنني لا أدري هل صحة البيئة على علم بهذا التوسع الذي تقوم به القبيلة الناموسية وفِي رواية أخرى تدعى القبيلة الباعوضية على حساب راحة الإنسان وصحته وربما في حالات عديدة نقل الفيروسات له لأن المعروف علميًا أن البعوض من أهم الحشرات الناقلة للأمراض ومتخصص في الفيروسات ومشكلة ناموس جدة أنه يقرص ويبوس أي أنه يعمد إلى غرز إبرته كقرصة بعد أن يكون قد باس منطقة الغرز بمادة مخدرة وأنه مثل الفيروس لا تعرف من أين يأتيك!

إن الاحترازات الصحية التي يمكنك أن تأخذ بها ضد الناموس هي الصاعقة الكهربائية اليدوية والمعلقة، وعند النوم يستخدم البعض «الناموسية» وهناك الأشياء الجديدة من الشموع ومواد الرش التي اتضح أنها لا تنفع كثيرًا مع الناموس.. أنه مزعج حتى في صوته وما يحدثه من طنين في الأذن والمشكلة أنك تبحث عنه فلا تجده وإذا سلط عليك صغاره من الشباب النشيط فإنك تشعر فقط بالقرصة دون أن تعرف أو ترى شيئًا لأن حجمه بالنانو ومشكلة البعوض مشكلة صحية بيئية كبيرة والتهاون فيها قد تتسبب عنه وفيات بسبب الفيروسات التي يحملها ويوصلها فهو ناقل مميز يفوق كل شركات النقل العالمية في توصيل ونقل الأمراض.

بعد هذه المقدمة التي لا تخلو من البراءة وحسن النية ندخل قليلا في الجد لنقول إن من أخطر الحشرات على الإنسان هو الناموس وتكمن خطورته بأنه يمتص الدم بما يحويه من فيروسات ويسلمه إلى المستقبل من زائريه الذين يلسعهم بواحد على الألف من طرفة العين، وينقل البعوض أنواعًا من الفيروسات لكن في جدة متخصص لنقل الفيروس المسبب لحمى الضنك وهو مرض لا يستهان به لأنه لو أهمل يؤدي للوفاة كما أنه ينقل الطفيل المسبب لمرض الملاريا وكذلك ينقل الديدان الخيطية المسببة لداء الفيل فالبعوض يجب ألا يستهان به خاصة الأطفال الذين لا يدركون خطورته ولا يعرفون كيف يمكن أن يقاوم إنما يشعرون فقط باللسع واحمرار لون الجلد والحقيقة التي لم تؤكد إلى الآن علميًا هي معرفته وتميزه للأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم من نوع O دون بقية فصائل الدم فيقصدهم ويستهدفهم باللسع والقرص وتوصيل الأمانة المرضية إلى دمائهم بكل ما أوتي من تقنية حديثة وقد عملت تجربة لاثنين من زملائي الدكاترة ذات يوم أحدهما فصيلته O والآخر فصيلته AB عرضا ساقيهما في ليلة ناموسية في الحديقة فوجدت فعلا أن صاحب الفصيلة O كان محل ترحيب به منقطع النظير من الناموس بينما الآخر صاحب الفصيلة AB لم تقصده أو تزوره أي بعوضة وهذا لا يمكن اعتباره دليلا قاطعًا، المهم في الأخير كيف تستطيع الأمانة والجهات الرسمية الأخرى أن تحمي المواطنين والمقيمين من ضرر الناموس وفيروساته الخطيرة خاصة حمى الضنك التي قد تشتبه أعراضه بفيروس الكورونا مثل ارتفاع درجة الحرارة والصداع الشديد والآلام في الجسم.. حفظنا الله جميعًا من كل داء ومرض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store