Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التحديات.. تُوَلِّد الطموحات

الحبر الأصفر

A A
يربط الناس الطموح بالظروف الجيدة والأحوال الحسنة، وهذه فكرة ناقصة الدقة لأن الناس تبدع وتنجح في الظروف الجيدة والظروف الصعبة أيضاً، كما أن الطموحات تتولد من الانكسارات وكما قال مشايختنا الصوفية: (ربما تأتي مع المحنة منحة).

كذلك يربط الناس بين الأعمار والطموحات فيعتقدون أن الشخص الذي يتجاوز الستين انتهى دوره في الحياة ولم يعد صالحاً لها، وهذا كلام أيضاً مجانب للصواب، فالطموحات تبدأ أحياناً بعد الستين من العمر. وحتى ندلل على هذا الكلام إليكم هذه الفكرة التي كتبها أحد المراقبين حيث يقول: (الرئيس الأمريكي الجديد بايدن يبلغ من العمر (78)، وتوفيت زوجته وابنته بحادث سيارة، وابنه توفي بسبب سرطان الدماغ وابنه الثاني أُبعد من البحرية بسبب إدمانه على الكوكائين وأصيب بايدن بشلل عضلات الوجه..

ورغم كل هذه الظروف البالغة القسوة أصبح هذا الرجل المسن رئيساً للدولة العظمى في العالم وعمره ( 78).

وهذا مثال جيد لدراسة قدرات المسنين في العالم فهو بهذه السن لا يزال جديراً جسمياً وذهنياً لتحمُّل هذه المسؤولية الضخمة.. وهناك مئات الأمثلة التي تؤكد أن الستين هي مرحلة «بداية العمل».

أشعر بالأسف حين أرى أننا نرسل أفضل كوادرنا بسن الـ( 60) إلى بيوتهم متقاعدين ونعتبر هذه السن هي نهاية كل شي.. إنه هدر للطاقات والخبرات والموارد البشرية.

فيا أيها الستينيون انظروا لهذا المثال واعلموا أنكم مازلتم في ريعان عطائكم... حددوا أهدافكم واعملوا باجتهاد وعزيمة لتحقيق ما لم تحققوه إلى الآن من طموحاتك. وأنا لا أقصد هنا التمسك بالوظيفة أو العمل الرسمي.. بل أقصد الاستمرار في صناعة الحياة من خلال توظيف الخبرة واستثمار المهارات التي اكتسبها الإنسان حتى وصل الى الستين.

حسناً ماذا بقي؟!!

بقي القول: ها أنا على أبواب الخمسين ومازلت أطمح وأطمح ومع كل صباح تراودني الأحلام أن أصل فوق النجوم مقتدياً بالمتنبي حين قال:

إذا غامرت في شرفٍ مروم... فلا تقنع بما دون النجوم.!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store