Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

شقيقي وصديقي وابني (عادل) إلى رحمة الله

شقيقي وصديقي وابني (عادل) إلى رحمة الله

A A
قرأت فيما قرأت وسمعت فيما سمعت، بأن هناك إبرًا وحقنًا وريدية، يحقن بها المصابون بالجلطات الدموية.. ويعرف عن هذه الحقن أنها تساعد على تلافي تطور حالة المريض المصاب بالجلطة بإذن الله، فهي تمنع تكتل الدم داخل الأوعية من خلال ضخ المادة الدوائية في الوريد، فتسهل بدورها جريان الدم فيه، وتساعد على لزوجته داخل تلك الأوعية، تسمى بالحقن المضادة للتخثر، أو حقن السيولة، تجربتي مع هذه الحقن أو بالأحرى تجربة شقيقي المريرة مع هذه الحقن، أعرضها لكم في عجالة، فمن خلال التباطؤ في إعطاء هذه الحقنة لشقيقي الأصغر الذي توفاه الله مؤخرًا على إثر جلطة دماغية باغتته فجأة ولم تمهله من الزمن الكثير، وانتقل إلى جوار ربه بعد ثلاثة أيام عسيرة، قضاها على السرير الأبيض في العناية المركزة، داخل أحد المرافق الصحية بالعاصمة المقدسة، نعم كانت هناك عناية داخل ذلك المشفى، لكن لم تصل تلك العناية لمستوى التركيز حتى يطلق عليها وحدة العناية المركزة، ولم تكن هناك عناية فائقة كي تدعى بقسم العناية الفائقة، الموقف كان يتطلب استجابة أسرع وهمة أكبر وهو ما لم يكن حاضرًا في إسعاف أخي الذي لم يكن يعاني من أي مرض مزمن، وتاريخه الصحي بصورة عامة يعتبر جيدًا جدًا، بعيدًا عن التطرق في هذه التجربة إلى نقاط الضعف فيها وبعيدًا أيضًا عن قضية الإهمال البيِّنة للعيان، أنا لست بصدد التشكيك في الطاقم الطبي بشكل عام، ولا في قدرته وكفاءته التخصصية من عدمها، فالحديث عن هذا الأمر قد لا يجدي كثيرًا، وهو بلا شك لن يعيد أخي إلينا مرة أخرى، لكن مع ذلك لا بد من الإشارة إلى وجود بعض القصور وعدم الاكتراث بحياة المرضى من خلال عدم توفر هذه الحقن بين أدوات حقيبة المسعف، ومن خلال تباطؤ طوارئ المستشفى في ذلك، وهو ما فاقم حالة أخي الصحيِّة وأدى إلى تدهورها بعد ذلك، فبعد أن كنا نمني أنفسنا وهو بين ملائكة الرحمة بالتعافي والشفاء ووضع أفضل، سيما أنه كان يستشعر وجودنا ويسمع نداءنا له بتنا بين عشية وضحاها نضرب كفًا بكف مرددين لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرًا منها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store